فلسطين أون لاين

​النظام الغذائي لمصابي الكبد الدهني يعزز وظيفته

...
صورة أرشيفية
غزة/ هدى الدلو:

يعاني بعضٌ مرضَ الكبد الدهني بسبب السمنة وزيادة الوزن أو الإكثار من تناول الكحول أو ارتفاع دهون الدم أو مرض السكرى، وللتخفيف من حِدَّة هذه المشكلة لا بُدَّ من اتباع نظام غذائي يساعدهم في تعزيز وظيفة الكبد والتي تؤدّي دورًا حيويًّا في الحفاظ على صحة الجسم.

اختصاصيَّة التغذية مرام بشارة قالت: "مبدأ تخزين الدهن بالجسم يعتمد على الخلايا الخاصة بالشخص باستخدام الجلوكوز الذي يعد أحد أنواع السكر للحصول على الطاقة اللازمة، ويساعد هرمون الأنسولين في الحصول على الجلوكوز من الطعام المهضوم في خلايا الجسم".

وأشارت إلى أنه غالبًا ما يقاوم الأشخاص -الذين يعانون مرض الكبد الدهني- الأنسولين؛ لأن أجسامهم تفرزه، ولكنها لا تعمل جيِّدًا، وعليه يتراكم السكر في الدم والكبد ويتحول السكر الزائد إلى دهون.

وأوضحت بشارة أن هناك دهونًا تستخدم في النظام الغذائي الخاص بالشخص لتحسين قدرة الخلايا على استخدام الأنسولين، وعليه لن يكون الكبد بحاجة إلى تخزين الدهون وتراكمها.

ونبهت على أن دهون الكبد هي احتباس وتراكم الدهون الثلاثية (ترايجليسرايد) في خلايا الكبد تدريجيًّا لمرحلة طويلة، ويبدأ هذا المرض عند حدوث خلل بأيض الدهون في الكبد ما يتسبب بتراكمها في أنسجة الكبد.

ولفتت بشارة إلى أنه مرض شائع عند أغلب الأشخاص؛ فنسبته تصل إلى 30% بين الأشخاص العاديين، فيما ترتفع هذه النسبة إلى 60% بين الأشخاص ذوي الوزن الزائد وهي نسبة مرتفعة، ومن الممكن أن يتسبب تراكم الدهون في أنسجة الكبد بحدوث التهابات وندوب فيها، وهو ما يسمى بالتهاب الكبد الدهني والذي قد يتسبب بحدوث تليف الكبد، والذي بدوره قد يؤدي لحدوث فشل كبدي عندما تؤثر الندوب في وظائف الكبد، واحتياج المريض لزراعة الكبد.

ويصنف بعض العلماء مرض دهون الكبد إلى نوعين: مرض دهون الكبد اللاكحولي، ومرض دهون الكبد الكحولي، تبعًا لدخول المشروبات الكحولية ضمن النظام الغذائي اليومي للشخص.

وبينت أن النظام الغذائي للمصابين بأمراض الكبد المختلف، فكل مرض يصيب الكبد بحاجة إلى نظام غذائي خاص به، ولكن هنالك بعض النصائح الغذائية التي قد يشترك بها مرضى الكبد عامةً، كتناول الأطعمة الغنية بالبروتين والنشا في كل وجبة، وخاصة في وجبتي الإفطار والعشاء.

وتابعت بشارة حديثها: "فلا بُدّ من توزيع كمية البروتين اليومية على الوجبات المختلفة خلال اليوم، وعدم تناولها دفعة واحدة، واختيار البروتينات بعناية، بالتركيز على الدواجن والأسماك والبيض والجبن بدلًا من اللحوم الحمراء".

وأكملت: "وتناول أربع إلى ست وجبات طعام خفيفة في اليوم بدلًا من تناول وجبة واحدة أو وجبتين رئيستين، وتناول وجبة خفيفة قبل النوم في حال كان المريض نحيلًا ويساعد في توفير الطاقة في أثناء النوم، ومن الممكن أيضًا تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسة، أو استخدام مجموعة متنوعة من المكملات الغذائية".

واختيار الأطعمة النشوية التي تساعد في توفير الطاقة تدريجيًا لأطول فترة ممكنة مثل البطاطا والأرز والمعكرونة والحبوب، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د والكالسيوم؛ فمرضى الكبد أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وترققها، والإكثار من الفواكه والخضراوات، والأصناف الغذائية عالية الألياف مثل البقوليات والحبوب الكاملة، وكمية كافية من السوائل لمنع الإصابة بالجفاف رغم أنّ مرضى الكبد قد يعانون تجمع السوائل في البطن والقدمين، وفق حديثها.

وأكدت بشارة ضرورة تقليل السكر والدهون والكربوهيدرات، وكمية ملح الطعام المستهلكة لتجنب تجمع السوائل وتراكمها في البطن والقدمين وغيرها من الأماكن، ولتقليل كمية الصوديوم في الطعام يُنصح باتباع ما يأتي: تجنّب إضافة الملح إلى وجبات الطعام في أثناء الجلوس على مائدة الطعام وإضافة القليل من الملح في أثناء الطهي إذا لزم الأمر، وتجنّب استخدام مكعبات المرق في أثناء طهي الطعام، لأنّها غنية بالملح، والأطعمة المعلبة واستبدالها بالخضار المجمدة، وتجنّب الأسماك المدخنة والمعلبة قدر الإمكان واستبدالها بالأسماك المعلبة بالزيت.

ونصحت بعدم الإكثار من الأجبان الصلبة رغم أنّها من المصادر الغذائية الجيدة للبروتينات إلا أنّها قد تحتوي على كميات عالية من الملح، وتجنب الوجبات والصلصات الجاهزة لأنّها تحتوي على كميات كبيرة من الملح.

ولفتت إلى شرب القهوة، فالكافيين يساعد في خفض إنزيمات الكبد في حال ارتفاعها، وتناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من بروتين الصويا الذي يقلل تراكم الدهون في الكبد، وتناول الأسماك الدهنية الغنية بأحماض أوميغا 3 مثل السلمون والسردين والتونا وسمك السلمون المرقط، للحد من الالتهابات وخفض مستويات الدهون في الكبد.

وبينت بشارة أن تناول الشوفان يعطي الطاقة والألياف للمحافظة على الوزن المثالي، وتناول الجوز لتحسين وظائف الكبد وخفض الإنزيمات المرتفعة، والأفوكادو، فقد أثبتت الدراسات أنّ الأفوكادو يحتوي على مواد كيميائية قد تبطئ تلف الكبد، إضافة إلى أنّ الأفوكادو فاكهة غنية بالألياف وتساعد في التحكم بالوزن.

وأوضحت أن شرب الحليب ومنتجات الألبان قليلة الدسم للحماية من تطور تلف الكبد، وبذور دوار الشمس؛ لكونها غنية بمضادات الأكسدة مثل فيتامين E الذي يمنع حدوث المزيد من الضرر، واستبدال الزبدة والمارجرين بزيت الزيتون لأنه يساعد في خفض مستويات إنزيمات الكبد، كما أن تناول الثوم يساعد في تقليل الدهون والوزن، والشاي الأخضر يقلل امتصاص الدهون، حيث وجد بعض الدراسات أنّ الشاي الأخضر قد يقلل امتصاص الدهون إلا أنّ النتائج ليست مؤكدة.