فلسطين أون لاين

في الحفاظ على البيئة

الفلسطينية هبة الفرا تفوز بلقب بطل الأرض

...
غزة - صفاء عاشور

تمكنت المهندسة هبة الفرا من مدينة خانيونس والمقيمة حاليًّا في دولة الكويت من الفوز بلقب بطل الأرض في الحفاظ على البيئة، بعد مشاركتها في مسابقة دولية تهدف إلى إبراز دور الشباب في الحفاظ على البيئة والتقليل من ظاهرة التغيير المناخي والمساهمة في تقليل الملوثات البيئية.

وأوضحت الفرا في حديث لـ"فلسطين" أن اهتمامها بالبيئة كان منذ الصغر، حيث كانت دائمًا ما تشارك وتساهم في الأنشطة والفعاليات البيئية كتنظيف الشواطئ، والزراعة والتخضير، وجمع وإعادة التدوير، وغيرها من النشاطات التي كانت تقام في المدرسة أو المخيمات الصيفية، إضافة إلى اهتمامها الكبير بالمشكلات البيئية.

وقالت إن: "هذا الاهتمام انتقل تلقائيًّا ليكون محور دراستي، حيث دخلت كلية الهندسة البيئية في الجامعة الإسلامية، وهو ما زاد اطلاعي على الكثير من المعلومات والقضايا المعاصرة المتعلقة بالتلوث البيئي بكل أشكاله وأنواعه، مما زاد من مساهمتي وتطوعي في الأنشطة والفعاليات التي تهدف للتوعية البيئية".

وأضافت الفرا: "كانت الدراسة في المرحلة الجامعية موفقة رغم بعض المشكلات التي واجهتها، ولكن كان هذا دافعًا لي لتحديد أهدافي، والرؤية المطلوبة لتشكيل مستقبلي العملي، وهذا كان أفضل ما توصلت إليه خلال المرحلة الجامعية".

وأشارت إلى أنه بعد انتهاء دراستها في الهندسة البيئية أصبحت مختصة بمجال البيئة ومطلعة على أغلب المشكلات والقضايا وأهم الأنشطة التي تقام على مستوي العالم، سواء مؤتمرات، أو قرارات دولية، أو اتفاقيات وقوانين، أو مبادرات مجتمعية بيئية، وغيرها من الأخبار في السياق ذاته.

ولفتت الفرا إلى أنه في أثناء متابعتها لصفحة الأمم المتحدة المتعلقة في المجال البيئي وجدت إعلانًا لمسابقة تقام على مستوي العالم، مقسمًا حسب تقسيم الأمم المتحدة للمناطق الإقليمية حول العالم وهي ٧ مناطق إقليمية.

وأضافت: "كانت تهدف المسابقة إلى إبراز دور الشباب في الحفاظ على البيئة والتقليل من ظاهرة التغيير المناخي والمساهمة في تقليل الملوثات البيئة، فما كان مني إلا أن أقدم طلبًا لأكون أحد المشاركين إن حالفني الحظ".

وأردفت: "وكان لا بُدَّ من تقديم فكرة تهدف إلى خدمة البيئة والمجتمع وفقًا للإقليم وحسب منطقة السكن، فتقدمت بطلب لأكون أحد الممثلين لمنطقة غرب آسيا، وبفضل الله تم اختيار الطلب الذي قدمته سابقًا، وتمت مراسلتي وإعلامي بالنتيجة، وذلك بفوزي بلقب بطل الأرض في الحفاظ على البيئة لمنطقة غرب آسيا لعام ٢٠١٨".

وبينت الفرا أن الفكرة التي قدمتها للأمم المتحدة تركزت حول الحفاظ على البيئة من خلال المشاركة المجتمعية، بتأسيس منظمة غير ربحية تحت عنوان "المرأة في الطاقة والبيئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

ونبهت على أن الفوز كان حليفًا لها بعد اختيارها لهذه الفكرة تحديدًا، لأنها تهدف للتوعية المجتمعية نحو القضايا البيئة، وإبراز دور المرأة في المجال البيئي، وتأهيل المرأة لقيادة التغيير في المجتمع، من خلال برامج تأهيل وإعادة التدريب، وبناء القدرات التي ستقام في كل دول منطقة غرب آسيا وبالتحديد الشرق الأوسط.

وأضافت: "حيث ستكون هذه البرامج على شكل مبادرات مجتمعية للحفاظ على البيئة من خلال المرأة، وبناء قاعدة بيانات، وشراكات مؤسسية ومجتمعية لخدمة المرأة في هذا المجال، وزيادة قدراتها والمهارات التي تتعلق بمواضيع التغيير المناخي، والتلوث الجوي، وتلوث المياه، وتلوث البيئة البحرية والزراعية، والنفايات الصلبة والخطرة، واستخدام بدائل الطاقة والحد من هدر الطاقة واستنزاف الموارد الطبيعية حيث ستصبح أعضاء المنظمة من النساء ملمين بجميع القضايا المذكورة".

وأوضحت أن كل ذلك سيتم من خلال تدريب عملي وعلمي، وسيتم عقد جلسات حوار وحلقات نقاش وتثقيف وزيارات ميدانية داخل وخارج البلد، مع عقد مبادرات مخيمات بيئية لربط النساء بجميع نساء المنظمة المشاركين فيها من مناطق مختلفة، وربطهم جميعًا على مستوى شراكة محلية، وعلى مستوى شراكة دولية عالمية من خلال المعاهد الجامعات مراكز البحث والتطوير وغيرها.

وأكدت الفرا أن المنظمة تهدف لتعزيز دور المرأة، ولتكون أداة التغيير نحو مستقبل أفضل وبيئة نظيفة، حيث ستكون البداية من عند المرأة من خلال تطبيق ما تلقته من علوم ومهارات فنية باستطاعتها دمجها في بيئتها المحيطة.

وشددت على أنه بعد تعليم المرأة وتعزيز دورها في الجانب البيئي؛ فهذا سيؤهلها لخلق فرص عمل جديدة، ومتنوعة لنساء أخريات من خلال شبكة العلاقات المحلية والدولية، والمهارات المكتسبة والاعتمادات الدولية التي ستوفرها المنظمة لها ولخدمتها.

وكان قد أقيم حفل التكريم في مدينة نيويورك الأمريكية بحضور عدد كبير من أهم الشخصيات في كلّ المنظمات والشركات والقطاعات في مجال البيئة، وباقي المجالات الأخرى من جميع دول العالم، وتم تكريم الأبطال السبعة كل حسب منطقته.

وأشارت الفرا إلى أن الفوز بهذه الجائزة هي بداية الطريق، وأنها ستسعى للمضي قدمًا، والعمل جاهدةً لتنفيذ أسس المنظمة وتحقيق أهدافها المرجوة منها؛ ليكون للنساء دور في تقليل التلوث، كما كان لهن دور في خلق التلوث.