في ظل التقدم التكنولوجي الهائل الذي يعيشه العالم تركز الكثير من الدول على عدم إهمال الجانب الزراعي وتعزيز أهميته عند الكبير والصغير، إدراكًا منها لأهمية هذا القطاع في توفير الأمن الغذائي لبلدانهم.
في قطاع غزة والذي يعتمد بنسبة كبيرة من غذائه على إنتاجه الزراعي، خاصة من الخضروات وبعض أنواع الفاكهة، إلا أن ثقافة الاهتمام بهذا الجانب وتعزيزها عند الأطفال ما تزال قليلة وسط مبادرات خجولة من بعض الجهات الحكومية والخاصة.
مدير عام دائرة الإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة، نزار الوحيدي أكد أن جميع الدول المتقدمة تهتم بالجانب الزراعي وتعزّز هذه الثقافة، خاصة عند صغار السن وذلك لنقل هذه الثقافة للأجيال القادمة.
وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "الواقع الذي يعيشه قطاع غزة فيما يخص التوعية بأهمية الثقافة الزراعية فيه فراغ كبير، حيث تقتصر ثقافة الزراعة على الأطفال الذين يعمل ذووهم في هذا القطاع، أما الأطفال في المدن والمخيمات فإنهم لا يعلمون شيئًا عنها".
وأضاف الوحيدي: "هذا الأمر يستدعي أن تشحذ كل الجهات الحكومية والخاصة جهودها لسد هذه الفجوة"، لافتًا إلى وجود جهود حكوميَّة متمثلة في تعزيز الجانب القيمي والمعرفي بالزراعة في بعض المواد الدراسيَّة ولكنها لا تدعم التطبيق العملي.
وأشار إلى أن دعم التطبيق العملي في الجانب الزراعي كفيل بتعزيز ارتباط الجيل الحالي والأجيال القادمة بالأرض والبقاء فيها وفي حب الوطن، إضافة إلى زيادة القدرة على تحقيق الأمن الغذائي أكثر من السنوات الماضية.
وأوضح الوحيدي أنه رغم وجود العديد من المبادرات والمشاريع التي تُعنى بالتثقيف الزراعي لربات البيوت وعقد لقاءات مع الطلبة في المدارس والجامعات والأندية، إلا أن هذه الجهود ما تزال ذات أثر بسيط وغير واضح أو كبير.
وبين أنه رغم ظهور العديد من المحاولات التي تتحدث عن الزراعة الحضرية والدائمة والتي لها مميزات كثيرة، إلا أنه لم يتم تبنيها بالشكل الذي يؤدي إلى نشر هذه الثقافة بين الصغار والكبار وبالتالي يتم تطبيقها جماعيًّا.
ولفت إلى أنه طالما أن ثقافة دارسة التخصصات الزراعية لا تزال "عيبًا" في المجتمع الفلسطيني، فإن نشر ثقافة الزراعة على المستوى الوطني سيبقى بسيطًا وغير منتشر وبالتالي سيصبح مستقبل الأجيال المقبلة في خطر.
وأكد الوحيدي أنه من المهم والضروري أن تدرك الأجيال القادمة أهمية الزراعة وتبنيها بالشكل المتطور والحديث الذي وصلت إليه وليس بشكل بدائي وقديم، كما يجب أن يتم تطبيقها فعليًّا وعلى مستوى الوطن كاملًا.