فلسطين أون لاين

​لماذا يلعب الأطفال بعنف؟

...
غزة - صفاء عاشور

يعاني الكثير من الآباء والأمهات من العنف بين أبنائهم أثناء اللعب خاصة الذكور منهم، حيث يصبح الشجار والصراخ ومد الأيدي السمة السائدة عند كثير من الأطفال دون أن يكون هناك قدرة لدى الأهل لمنع هذا الأمر.

ويعتقد الكثير من الأهالي أن ما يمر به أطفالهم أمر عادي، وأنه بمجرد دخولهم للمدارس فإن العنف سواء في اللعب أو غيره سيختفي من تعاملاتهم اليومية مع أقرانهم، ومع من هم أصغر أو أكبر منهم، إلا أن كثيرًا منه يبقى العنف ملازماً له في تصرفاته مع المحيطين به، وهو ما يستدعي وقفة جادة من الأهل مع الطفل منذ الصغر.

الاختصاصية النفسية ليلى أبو عيشة أوضحت أن هناك دوافع للسلوك العدواني عند الأطفال، وهو ما يلاحظه الأهل أثناء لعب الأطفال مع بعضهم، ويأتي في مقدمتها الغيرة بين الإخوة"، مشيرة إلى أن الغيرة تظهر غالبًا مع قدوم طفل جديد إلى العائلة؛ فيفاضل الأخ بين تصرفات الأهل مع الأخ الجديد ومعه، أو في المدرسة بين الأقران وزملاء الدراسة.

وبينت في حديث لـ "فلسطين" أن التنشئة الخطأ عند الأهل، واستعمال العنف مع الطفل منذ الصغر؛ يجعلانه يتبنى السلوك نفسه, ليصبح عنيفاً من باب التقليد لتصرفات الوالدين، أو الإخوة الكبار، ويطبق ذلك على إخوته الصغار.

وقالت أبو عيشة : " إن أفلام الكرتون التي تُعرض على شاشات التلفاز يمكن أن تكون سبباً رئيساً في تعليم الطفل العنف، وهو ما يفرض على الأهل ضرورة مراقبة الطفل, والقنوات التي يشاهدها وحظر غير المفيد منها ".

وأضافت: " إن للأهل دورًا كبيرًا في تعزيز سلوك العنف، أو منعه تدريجياً، ويجب على الوالدين أن يعملا على ضبط وتعديل السلوك العنيف، خاصة إذا زاد الأمر عن حده"، موضحة أنه يمكن للأهل أن يتوجهوا للمرشد النفسي في المدرسة, لمناقشة هذه المشكلة معه، أما إذا زاد الأمر عن حده فيجب أن يتوجه الأهل لاختصاصيين في المراكز النفسية لحل هذه المعضلة.

وأكدت أبو عيشة أنه يجب على الأهل أن يُعدِّلوا من سلوك طفلهم ومن سلوكهم أنفسهم إذا كان الخطأ صادرًا عنهم، مشددةً على أن تعديل السلوك عند الأهل أمر مهم؛ لأنه سينعكس تلقائياً على الطفل الذي سيلاحظ بكل تأكيد التغيير في سلوك الوالدين.

ونبهت إلى أنه من الضروري أن يتحدث الوالدان مع الطفل، وإفهامه أن السلوك الذي يقوم به خطأ، وأنه إذا كان تعلم منهم هذا التصرف فعليهم تبرير أن هذا التصرف سلوك غير مقبول، وأنهم قاموا به في وقت كانوا يعانون فيه من ضغوطات الحياة أو ظروف خاصة، وأنه يجب ألا يكون العنف سلوكاً دائماً عند الكبير أو الصغير.

وأشارت أبو عيشة إلى أنه عند محاولة الأهل تعديل سلوك الطفل العنيف، ومنعه من ذلك، يمكنهم استخدام العقاب، ولكن بعيداً عن العقاب البدني، واعتماد أساليب جديدة من العقاب التي تجعل الطفل يبتعد عن ممارسة سلوك العنف تدريجيًّا.

وأردفت: "حيث يمكن أن يعتمد الأهل على تعديل السلوك, من خلال مصادرة الأشياء المحببة لدى الطفل, كالهاتف الجوال أو الحاسوب اللوحي أو منعه من مشاهدة التلفاز، أو حبس الطفل في الغرفة لمرحلة محددة حسب عمره، فإذا كان عمره ست سنوات يجلس في الغرفة أو الزاوية لست دقائق ليتفكر في مشكلته ويراجع التصرف الخطأ الذي قام به".

وأخيرًا.. أضافت أبو عيشة: "يمكن أن يختار الطفل طريقة العقاب بنفسه من خلال تخييره الجلوس بالزاوية, أو منع المصروف عنه ليوم واحد, أو منعه من مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الذكية"، مؤكدة أن العقاب بطريقة الحوار وموافقة الطفل على وجود عقاب؛ يعني أنه أدرك خطأه ولا ينكره وبالتالي سيتجنب القيام به بعد ذلك.