يعدّ ظهور الأسنان الدائمة في ظل وجود الأسنان اللبنية أمرا شائعا بين الأطفال والمراهقين، وهو الأمر الذي قد يتسبب بآلام أثناء عملية الخروج، أو بتشويه منظر الفم بسبب التداخل بين الأسنان وربما اعوجاجها.

وبالرغم من المنظر غير المحبب، فإن هذه الحالات تعد من الحالات المنتشرة بكثرة بين الأطفال، وهي حالات لا تحتاج إلى تدخل الطبيب في معظم الأوقات، وتقتصر الحاجة إلى تدخل طبيب الأسنان في حالات محدودة.

طبيب الأسنان الدكتور أحمد الشقرة أوضح أن على الجميع أن تتوفر لديهم معلومات حول الفرق بين الأسنان اللبنية والأسنان الدائمة، ومن أهمها أن نمو الأسنان اللبنية يكتمل في عمر 3-6 سنوات، كما أن حجم السن اللبني أصغر من الدائم ولونه مختلف.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "هناك جدولا زمنيا لموعد خروج كل سن وموعد خلعه، وعدد الأسنان اللبنية عند الأطفال 20 سنا، 10 أسنان في الفك السفلي و10 في الفك العلوي، وبعد عمر ست سنوات يبدأ الطفل في تبديل الأسنان اللبنية بالدائمة".

وأضاف الشقرة أن "أول طاحونة تظهر عند الطفل في آخر الفك بوجود الأسنان اللبنية، هي طاحونة دائمة وليست لبنية كما يعتقد الكثير من الأهالي"، لافتاً إلى أن خلع السن اللبني قبل وقته قد يجعل الطفل يواجه مشكلات تؤثر على الأسنان في المستقبل.

وبين أن لكل سن وقتا محددا للخلع، وأنه بعد ست سنوات يكون هناك تسنين مزدوج بين الأسنان اللبنية والدائمة، حيث إنه بعد خلع السن اللبني يخرج السن الدائم وقد تبقى الأسنان اللبنية بدلاً من السن الدائم لأسباب عديدة.

وأردف الشقرة: "يبقى السن اللبني دون سقوط أو خلع، إما لأن اللثة متليفة وقوية فيصعب على السن السقوط لوحده، وفي هذه الحالة يحتاج الطفل للذهاب إلى طبيب الأسنان لخلعه، كما أن الوراثة تمثل عاملاً قوياً في عملية تبديل الأسنان، بالإضافة إلى ضعف التغذية، وعدم توفر الكالسيوم والبروتين اللازمين لنمو الأسنان الدائمة التي تدفع اللبنية للسقوط".

وأشار إلى أن خروج الأسنان الدائمة في ظل بقاء اللبنية، خاصة الأسنان القاطعة حالة ملحوظة عن الكثير من الأطفال، وذلك يرجع للأسباب سابقة الذكر، وهنا يعمل الطبيب على خلع السن اللبني لترك المجال للسن الدائم للخروج والبقاء.

وأضاف الشقرة: "في هذه الحالة لا يحتاج الطفل لتركيب تقويم صناعي، فالطفل لديه تقويم رباني، حيث إن اللسان يعمل على دفع الأسنان للأمام، والشفة تعمل على تعديل الأسنان للداخل وبالتالي ضبط الأسنان بشكل طبيعي".

ونبه إلى أنه في حال كان الفك مزدحمًا، ولا يوجد فيه أي فراغات لتعديل مكان الأسنان فهنا يحتاج الطفل بعد سن معينة إلى تركيب تقويم للأسنان لتعديلها من جديد، لافتاً إلى أنه لا يمكن تعميم مشاكل الأسنان على الجميع.

وأوضح الشقرة أن كل حالة تختلف عن الأخرى، وهذا الأمر يزيد من الحاجة إلى زيارة طبيب الأسنان لتشخيص الحالة مبكراً لإنقاذها، مبيناً أنه كلما تأخر تشخيص الحالة، وأهمل علاجها فإن الحالة العلاجية ستطول وستكلف أكثر من الناحية المالية.