فلسطين أون لاين

​بيت يُؤوي 20 فردًا لا ينطق إلا بالفقر والمرض

...
صورة أرشيفية
غزة/ خاص فلسطين:

"فقر ومرض" كلمتان تلخصان واقع الحياة المأساوية في قطاع غزة الذى يعاني ظروفًا اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية.

أحمد عبد الحكيم عجور ثلاثيني العمر, من منطقة حي التفاح شرق مدينة غزة, يعيل عائلة مكونة من عشرين فردًا, يقطنون في بيت أشبه بركام, لا مطبخ ولا دورة مياه وسقف من "الزينكو", وجدران متشققة, لا تقي من حرارة الصيف ولا من برودة الشتاء.

يروي قصته المأساوية لـ"صحيفة فلسطين" فيقول: "أعيش ظروفًا سيئة وصعبة جدًّا, وأنا عاطل عن العمل, بيتنا لا يصلح للعيش فيه نهائيًا, بسبب ما حل به في أوقات المنخفضات الجوية التي مرت بها غزة, وعدوان الاحتلال الاسرائيلي المتتالي على قطاع غزة".

يتابع عجور: "نصف البيت ركام, ونصفه الآخر قديم في بناه, ونحن في البيت ما يقارب عشرين فردًا, لا يسع احتوائنا, لذلك اضطررت لنقل جزء من عائلتي إلى بيت الجيران الملاصق لنا, دون دفع إيجار منذ ما يقارب من 10 سنوات, والآن أهل البيت يطالبونني بالخروج, وأخذوا حكمًا من المحكمة بأن أخلي البيت في أقرب وقت ممكن".

ويكمل حديثه وكأن صوته اختنق في حنجرته: "والدي كان يعمل في "العتالة" ولكن بعد أن أصيب بمرض الغضروف ترك العمل, لأنه لا يقوى عليه نهائيًا بعد مرضه, ويحتاج لعلاج تكاليفه عالية لإجراء العمليات له, وبسبب الوضع السيئ المُخيِّم علينا فإنه حاليًا يصبر نفسه بالمسكنات التي يأخذها من عيادة وكالة الغوث".

وأما والدته، فهي –وفق ما يقول- مريضة سكري وضغط, وتحتاج إلى علاجات كثيرة غير التي تأخذها مجانًا من وكالة الغوث, وعضلات قلبها ضعيفة جدًا، فأقل علاج يحتاج إلى أن يشتريه لها يكون سعره 80 شيكلًا فما فوق, ولا يوجد في البيت شيكل واحد, غير الأطعمة المخصصة لها بسبب ما تعانيه من أمراض.

ويضيف: "لدي خمسة من الإخوة وأخت واحدة, جميعهم عاطلون عن العمل, محمود ومحمد ومصطفى متزوجون ولديهم أطفال, مصطفى لديه ارتجاج في المخ نتيجة حادث سير تعرض إليه ويحتاج إلى الأدوية والرعاية والعلاج الطبيعي".

ويوضح أن أخاه خميس مريض بشحنات الكهرباء الزائدة في الجسم, وكل فترة يتعرض للإصابة بنوبات تشنج, وهو يحتاج إلى جرعات من الأدوية غير التي يأخذها من المستشفى, ولكنها مكلفة ولا يستطيع أن يشتريها بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة في المنزل.

يكمل حديثه وكأنه كاد أن يبكي: "أنا متزوج حديثًا ولكن لأني لا أقدر على أن أوفر لزوجتي حياة كريمة حتى, فأرسلتها إلى بيت أهلها حتى أتمكن من أن أرتب أمور حياتنا ويكون لدينا بيت نسكنه, وأن يكون هناك مستقبل آمن لأطفالي".

وبكل حزن يقول: "واللهِ يمر علينا أيام لا يوجد في البيت لقمة واحدة نأكلها نحن العشرون فردًا, ولا نستطيع أن نعطي أطفالنا حتى مصروفهم اليومي, ولكن نقول الحمد الله أولًا وأخيرًا على الحال وكل حال".

ويؤكد بأنه مستعد بأن يعمل بأي عمل يظهر أمامه ليساعد والديه وإخوته المرضى, وبأن يعمل لساعات طويلة من اليوم ليحصل على لقمة عيشٍ تسد رمق عائلته.

يناشد أحمد جميع المعنيين والمسؤولين وأصحاب القلوب الرحيمة لأن يساعدوه, وأن ينظروا إليه بعين العطف والرحمة بتوفير مشروع صغير حتى يعيشوا حياة كريمة.