فلسطين أون لاين

​تحديًا للأونروا..

هل تُنقل الحياة إلى مخيمات العودة؟

...
صورة أرشيفية
غزة / شيماء العمصي:

تعزيز روح الوحدة الوطنية، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وكبح جماح صفقة القرن، وإيجاد طريقة جديدة للنضال الفلسطيني في غزة، وتحييد المواجهة العسكرية الشرسة, وترسيخ حق العودة في نفوس الأجيال القادمة، كل هذه الأهداف وغيرها نجحت مسيرة العودة الكبرى في تحقيقها منذ انطلاقها في الثلاثين من مارس/ آذار من العام الجاري.

وهو إنجاز كبير على طريق العودة والتحرير؛ لأنّ الميدان شهد إبداعًا غير متوقع من التيار الشبابي الثائر في وجه الاحتلال وهذه ميزة مهمة للعمل الشعبي, والإنجاز الأكبر الذي ستشهده مسيرات العودة على الحدود الشرقية هو نقل مدارس الاونروا وحياة اللاجئين الفلسطينيين بأكملها إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة.

يأتي هذا بعد كشف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الدكتور سهيل الهندي، عن مخطط معد لنقل المدارس، والحياة اليومية للسكان، إلى شرقي قطاع غزة، قرب السياج الفاصل مع أراضي الداخل المحتلة، في حال استمرت تقليصات "أونروا" وحصار الاحتلال الإسرائيلي المشدّد.

وقال الهندي في تصريح سابق لصحيفة "فلسطين": "في حال استمرت القرارات الجائرة بإيقاف الخدمات المقدمة للاجئين، واستمرت هذه الظروف في غزة وهذا الحصار، فهناك تفكير بنقل طلاب المدارس والمخيمات للحدود".

وحول هذا التصريح أجرت صحيفة فلسطين استطلاع رأي لبعض من آراء المواطنين ومدى موافقتهم على هذا القرار.

يقول المواطن علاء السراج: "في ظل الضائقة الكبيرة والخنق الشديد الذي يعيش فيه قطاع غزة إضافة إلى تقليص خدمات وكالة الغوث الدولية للاجئين لا بُدَّ من حراك شعبي قوي".

ويؤيد السراج نقل مخيمات اللاجئين ومدارس اللاجئين وحياتهم اليومية أيضًا إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ لما سيشكله من ضغط محلي ودولي على الاحتلال الإسرائيلي والذي سيدعو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين وعدم التنصل أو تقليص الخدمات التي تقدمها، "وإلا لن يبقى حل إلا الانفجار في وجه العدو الصهيوني والذي قاب قوسين أو أدنى"، وفق قوله.

وأعرب أسعد حمودة عن رأيه، بقوله: "إذا لم يكن أمام الفلسطيني إلا الخيام لإكمال تعليمه فليكن, بكل الأحوال لا بد من استمرار العملية التعليمية التي تمثل الاستثمار الأكبر والأهم للشعب الفلسطيني وصمام الأمان للأجيال القادمة التي لن تخضع لكل محاولات التجهيل والتركيع".

وتوضح منال الزيان في حديثها لـ "فلسطين": "أنا مع قرار د. سهيل الهندي, هذا القرار سيوصل رسالة للعالم أجمع بأن غزة على حافة الانفجار, ويكفي حصارًا وظلمًا وتجويعًا لأهل غزة منذ عشرات السنين, ورسالة قوية لجميع من يحاصر غزة".

وتضيف: "وسوف يجبرهم على رفع الحصار الظالم بإذن الله, مش بكفي فقر ومرض وموت وحصار وكمان جهل (...), هذه التقليصات لخدمات الأونروا والدعم يؤدي لتجهيل الجيل, ويؤدي لازدياد نسبة البطالة والفقر بطرد الموظفين".

وتقول إخلاص القريناوي: "في ظل الأوضاع الحالية من حصار وفرض عقوبات على القطاع, أوافق وبشدة نقل المدارس على طول الحدود الشرقية مزامنة مع قرار الذي صرح به د. سهيل الهندي سابقًا, لنؤكد حقنا في المطالبة بحقوقنا بأي وسيلة كانت ومن حق غزة العيش كباقي الشعوب, ورفضًا لأي قرار ضد غزة".

ومن جهتها قالت أمل البحابصة "أم محمد": "فكرة فيها مخاطرة، لكن خطر الحصار على الشعب أكبر, والوقوف أمام العاصفة دون أخذ الاحتياطات مهلكة, لذلك يتم الاختيار من بين خيارات أحلاهما مر, إذا استدعت الأمور مثل هذا القرار, فالأمر قابل للتنفيذ، خاصةً في مرحلة وصلت فيها الأمور لخنق القطاع بشكل مجنون وغير مسبوق".

أما الطفل محمد سلامة فيقول: "يا ريت ينقلوا المدراس على الحدود, والله بنكيف, على الأقل نوصل رسالة للعالم أننا لسنا خائفين من الاحتلال الاسرائيلي لدرجة أنا نقلنا المدارس وحياتنا بأكملها إلى مخيمات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة, ونضع وكالة الغوث تحت الأمر الواقع, وتتراجع عن قراراتها تجاه هذا الشعب المظلوم".