فلسطين أون لاين

​"براء زقوت".. يروي تفاصيل المواجهة مع "بيت العنكبوت"

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

ما بين اقتحامه الثكنة العسكرية وانسحابه منها تفاصيل ومشاهد كانت سببًا باتخاذ قرار المواجهة من الأمام، كان براء زقوت قريبًا من الموت بل إنه بالفعل نجا منه.

شرق غزة.. طفل صغير كان يقص فتحة في السلك الفاصل، أثار تساؤلات داخلية لبراء "كيف لهذا الصغير الذي لم يجاوز العاشرة أن يفعل ذلك؟ سأتقدم وأجتاز تلك الفتحة التي صنعها الطفل"، حينها بدأ الشبان بإشعال إطارات السيارات حتى امتلأت الأجواء بسحابة سوداء، حينها تقدم براء مسرعًا صاعدًا تلة ترابية واجتاز السلك لعدة خطوات.

يتوقف براء عند هذا المشهد بالقول: "خلال خمس ثوانٍ اجتزت مسافة 30 مترًا، وصعدت على التلة الترابية التي يوجد بها دشمة قناصة الاحتلال، وتفاجأت بخلوها منهم، إذ كنت أتوقع وجودهم لأنني كنت أريدهم بها، فحاولت اغتنام أي شيء من المعدات".

حينها التفت براء (24 عامًا) يمينا فوجد جيبًا عسكريًا يتقدم نحوه والمسافة بينهما لا تتجاوز 50 مترًا، حيث نزل ثلاثة جنود، صعد أحدهم إلى تلة ترابية وبدؤوا يطلقون النار عليّ بشكل هائل "كانت الطلقات تتساقط أمامي وخلفي وعن جانبي لكنها لم تصبني بمعية الله".

وعن دافعه الأول لهذا الفعل المحفوف بالموت، يقول براء: "يخرج الشباب بمظاهرات سلمية دون سلاح، ويواجههم الاحتلال بالرشاشات والقذائف المدفعية، فقررت أن أقوم بشيء أغيظ الإسرائيليين به".

ويضيف زقوت بأن اقتحامه للسياج الأمني الفاصل واقتحامه للثكنة العسكرية، رسالة لشباب فلسطين ولأحرار العالم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوهن من بيت العنكبوت، وهؤلاء الجنود يفرون تاركين أسلحتهم بمجرد رؤية أصغر طفل فلسطيني يتقدم نحوهم، مستدركًا: "عندما تقدم نحوي الجيب الإسرائيلي كان باستطاعته الإمساك بي في ثوانٍ معدودات، لكنّ جبنهم أعاقهم".

ويتابع: "خرجت بصدري العاري دون سلاح وكسرت هيبتهم ونفسيتهم، فهم يحتمون ويتحصنون خلف الدبابات وجنودهم مزودون بأحدث الأسلحة".

وعن حكاية قبعته التي عزم على العودة لاسترجاعها الجمعة المقبلة، يقول إنها سقطت في أثناء ركده على التلة الترابية، وأن كثافة النيران حالت دون التقاطها، لافتًا أنه عندما نزل من أعلى التلة الترابية لم يلحظ منفذ السلك التي دخل منه. في تلك اللحظة أطلق عليه جنود الاحتلال نحو 70-100 رصاصة "لكنني رأيت فتحة السلك بآخر لحظة وتمكنت من العودة".

"علمت عليهم يا بطل.. أنت عملت اللي بنعملش.. خبي حالك منهم"، كلمات استقبل بها الشباب الثائر براء، لافتًا إلى أن مشاهد الإصابات للشباب والأطفال وحالات بتر الأطراف التي شاهدها أوقدت روح الحماسة بداخله، وكانت أحد دوافع اقتحام الثكنة.

ألم تخشَ الموت؟ سؤال طرحه كل من شاهد الصورة، لكن براء له رأي آخر مجيبا بالقول: " لم أذهب للموت على سياج غزة الأمني، بل ذهبت لأوصل رسالة للعالم أني أريد العيش كأي شاب في العالم، نحن في كل الجمعة نطالب بالحياة، بفك الحصار، بتوفير فرص عمل للشباب دون أن يقايض ذلك بسلاح المقاومة".

ويقول براء إنه تفاجأ من انتشار صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أنه في غمرة تلك الأحداث لم يتوقع أن يقوم أحد بتوثيق صوره لحظة بلحظة، قائلًا: "انتشار الصورة شرح صدري ولم أتوقع أن تكون بهذا الشكل، وأفتخر أني جزء من الشعب والشباب الثائر"، فيما عبرت والدته عن فخرها بفعله واستقبلته بكلمتين "رفعت راسنا".

ولطالما اجتاز براء مع الشباب الثائر السلك الفاصل شرق رفح وخانيونس والبريج، التقط صورا تذكارية، كان آخرها عند نقطة العودة شمال غرب القطاع "زيكيم"، قائلا: "في هذه النقطة وصلنا لبوابة الموقع العسكري كنا نلقي الحجارة على جنود الاحتلال ويهربون منا، رأيت أحد القناصة خرج ليحصل على ذخيرة لكن الشباب واجهوه بالحجارة فركض خائفا، فكيف لو هاجمهم أبناء المقاومة بالسلاح".