فلسطين أون لاين

​عجوة البلح تفتح رزقًا لربات البيوت

...
صورة أرشيفية
غزة/ شيماء العمصي:

ما أن يهل شهر سبتمبر / أيلول على غزة إلا ويكتسي أفقها الشامخ بعناقيد البلح لتتحول بألوانها الزاهية إلى لوحة فنية رائعة تسر الناظرين, وسرعان ما تتلون هذه العناقيد إلى اللون الأسود فيستحيل رطبًا جنيًّا ينتظره الغزيونكل عام بشوق.

يكثر البلح في غزة ولا سيما في مدينة دير البلح، التي لا يكاد شارع من شوارعها أو بيت من بيوتها يخلو من شجر النخيل, ولكثرته امتهن الغزيون مهنة بيتية شيقة, وهي تحويل الرطب إلى عجوة تستخدم في كثير من الأغراض.

صحيفة فلسطين ألقت الضوء على هذه المهنة للتعرف عليها من قرب, فهاتفت سمية أبو بركة "أم محمد" الأربعينية في العمر من مدينة دير البلح, لتحدثنا عن صناعة العجوة من ثمار البلح "الرطب".

تقول سمية أبو بركة: "صناعة العجوة من الرطب من أفضل الأعمال التي أقوم بها في بيتي, ممتعة جدًا, ومشهيّة في رائحتها, ناهيك عن طعمها, وأبنائي يقبلون عليها بكثرة".

وتعبر عن سعادتها حينما تغسل الرطب، وتقشره وتزيل النوى منه، وتستعد لوضعه في صوانٍ كبيرة، لتضعها في الشمس وتغطيه بالشاش الأبيض لمدة ثلاثة أيام, وفيما بعد تجمعها على شكل أقراص وتوضع في أكياس بلاستكية وتخزن، حيث تقول: "في كل عام أصنّع أصنافًا مختلفة من منتجات البلح، أهمها العجوة والدبس والمربى، ثم أخزنه في الثلاجة".

وتوضح أبو بركة في حديثها أن منتجات البلح في هذه الأيام تلقى رواجاً في الأسواق، حيث يُقبل المواطنون على شرائها وتخزينها مونة للشتاء، كالدبس مثلاً الذي يحتوي على أهم العناصر الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة.

ما هو المختوم بالعجوة؟ ترد أم محمد: "المختوم هو العجوة ومكسرات وزيت الزيتون والسمسم والحبة السوداء "حبة البركة" والكزبرةوالعسل إن رغب الصانع في إضافته, ويوضع على النار لمدة من الوقت من ثم يخزن في برطمانات ويقدم باردًا أو دافئًا".

وتضيف أبو بركة أن صناعة هذه المنتجات منزليًّا مهمة لديها، لأنها لا تفضل شراءها من الأسواق، مشيرةً إلى أن كل شيء يُصنّع منزليًّا يكون أكثر ثقة من ناحية النظافة والجودة.

وتشير الى أنها تصنع عشرات الكيلوجرامات من العجوة سنويًّا، وتستخدمها في صناعة الكثير من الحلويات، كالكعك والمعمول، أما المربى فتقول إنها الوجبة المفضلة للفطور لدى عائلتها، كما أنه غير مكلف من الناحية الاقتصادية.

ومن ناحيتها قالت أم أحمد 50 عامًا: "إن توافر محصول البلح في هذا العام دفعني للتفكير بالاستفادة منه، فبدأت بصناعة دبس البلح, وأبيعه بعد ذلك في الأسواق المحلية".

وتشير إلى أن موسم جني البلح يمثل فرصة جيدة للعاطلين عن العمل، سواء من خلال العمل في مساعدة المزارعين في جني البلح، أو من خلال إنتاج مشتقات البلح، وبيعها لا سيّما وأن أسعار المواد الخام في متناول الجميع, وأن هذه المنتجات ﺘﻤﺜل عنصراً إستراتيجيًّا، ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺴﺩ ﻓﺠﻭﺓ ﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻲ، ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﺯﻴﻥ، ﻭﺨﻠﻕ ﻓﺭﺹ عمل، ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﺩﺨل ﺍﻟﻤﺯﺍﺭﻉ، واستثمار ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﻬﻤشة.

وتكمل: " وجدت من هذه المهنة أنا وزوجي دخلًا لعائلتنا ولعائلات العاملين لدينا في الأرض, وغير ذلك فهي فاكهة طيبة ولذيذة المذاق, وتضاف إلى البعض من أصناف الحلويات".