فلسطين أون لاين

​إدمان الأهل الإلكتروني يسبب فراغًا عاطفيًّا للأطفال

...
صورة أرشيفية
غزة / نسمة حمتو:

يمضي الأهل داخل المنزل ما يزيد عن 8 ساعات فأكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يسبب فراغًا كبيرًا في العاطفة بين الأبناء والأهل، الذين يهربون من مسئولياتهم بتوجيههم إلى هذه الوسائل؛ كي يفرغوا طاقاتهم بها، ولكنهم لا يعلمون مدى تأثير هذه الأجهزة على أطفالهم، وما هي التأثيرات السلبية لدى الأطفال الذين يحتاجون اللعب والتربية من الآباء وليس إشغالهم بالأجهزة الذكية..

الأب الغائب

الاختصاصي التربوي والاجتماعي علي قطناني، قال إن الدور الأساسي في العملية التعليمية هو حضور الأبوين جسديًّا ومعنويًّا، بالمتابعة وحل المشاكل وتفهّم محاور العملية التربوية.

وأضاف قطناني: "حتى لا يقع الأب في مشكلة نمط الأب الغائب، وهو وجوده جسديًّا فقط مع الأطفال دون متابعته للعملية التربوية داخل الأسرة"، مشيرًا إلى أنه من إحدى العلامات التي يمكن من خلالها معرفة إذا كان الأب حاضرًا أم لا هو جلوسه بشكل دائم على الهاتف النقال.

ونبه قطناني إلى أن استخدام الأب المفرط للهاتف النقال يؤدي لأن يصبح نموذجًا يحتذى به عند الأبناء، قائلاً: "في بعض الأحيان يكون الأبوان هما سبب إدمان طفلهما على الأجهزة الذكية، هروبًا من المشاكل اليومية التي يواجهها الأهل بسبب هذا الطفل".

وأكد أن استخدام الأبوين المفرط للأجهزة الذكية يهدم العلاقات في الأسرة ويُضعف حركة التواصل داخل الاسرة جدًا، مشيراً إلى أن هذا يؤدي إلى إدمان الأطفال عليها، وبالتالي لا يتواصلون مع الآباء، ما يجعل هناك صعوبة في التواصل ما بين الأب والابن.

مشاكل سلوكية

ونبه الاختصاصي التربوي إلى أنه من ضمن السلبيات كذلك، إمكانية ظهور بعض المشاكل السلوكية داخل المنزل، وقد يؤدي منع استخدام الاجهزة الذكية إلى عدم قدرتهم على ضبط انفعالاتهم بشكل كبير.

وتساءل: "إذا كان الوالد يهرب باتجاه الجوال متى سيكون أبناؤه على سلم اولوياته..؟ هذا النوع من الآباء يجعل الأبناء على هامش العملية التربوية"، مستشهداً بقول الرسول الكريم :"كفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يعول".

وأوضح أنه من ضمن السلبيات ضعف قدرة الأطفال على الحوار، فإذا كان الأب مشغولًا دائمًا لن يستطيعوا الحديث معه، مؤكداً على أهمية أن يكون الاستماع بالقلب والعينين والعقل وحتى التفاعلات الجسدية يجب أن تكون منسجمة مع الطفل.

وللتخلص من هذه العادة السيئة، أكد قطناني على ضرورة اهتمام الآباء بأطفالهم بشكل أكبر ومنحهم الاهتمام والراعية.

العناق اليومي

وبحسب قطناني فإن آخر الدراسات تشير إلى أن الطفل يحتاج إلى 24 عناقا في اليوم الواحد، بمعنى أنه بحاجة إلى عناقين كل نصف ساعة وإذا تم توزيعها على الأب والأم يكون نصيب كل واحد منهم 12 عناقا خلال اليوم وهي عملية غير مرهقة لهم.

وأضاف:" الأصل أن تكون حصة الأبناء داخل المنزل من خلال التواصل المباشر وتخصيصأوقات معينة بين الأطفال بحيث يتم توزيع الوقت بشكل كاف وإنهاء الأمور المتعلقة بالهاتف قبل العودة للمنزل".