فلسطين أون لاين

العفو والمسامحة.. طاقة هائلة تُخلِّصك من الأمراض

...
غزة / القاهرة - حنان مطير

نقابل في حياتِنا الكثيرَ من الشخصيات التي تفتخر أنها لا تُسامِح وتبقى محتفظةً بالإساءة، وأنها يستحيل أن تنسى الظلمَ، وأنها قادرة على أن تبيع وتهين وتجرح بسهولة، فهل تلك الشخصيات تعيش حياةً سعيدة؟

"فلسطين" هاتفت استشاري الصحة النفسية، الباحثة والمدربة في علوم الطاقة د. منى مشعل، التي انتهى بها الحديث لـ"فلسطين" إلى أن "تلك الشخصيات تعيش أتعس حياة، ولا تعيش أي لحظة سعادة، لأنها شخصيات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالماضي، وهي شخصيات تعيش في الذكريات المؤلمة وتنغمس فيها، ولا يمكنها العيش في الحاضر أو المستقبل".

وتقول: "هذه الشخصيات تفكر دومًا بنسبة ما يقارب 75% من الوقت في الماضي، والأشخاص الذين تحدثوا عنهم وآذوهم والمواقف التي أوقعوهم بها في العمل، ويخططون من أجل الانتقام منهم".

وتضيف متسائلةً: "أين أنت من هذه اللحظة الحالية؟! إن من آذاك قبل دقيقة واحدة بات في الماضي، فلا يجب أن تنظر إليه أبدًا، وحين تنظر إليه فقط تنظر لأجل أخذ العبرة".

وتتابع: "من لا يملك القدرة على التسامح فإنه سيظل محتفظًا بالطاقة السلبية في أضعف مكان في جسمه وتلك الطاقة تضره نفسيًا وجسديًا وفق ما أكّدت وأثبتت الدراسات، فإن عدم التسامح وكبت المشاعر يُخزّنان في الجسم ويسببان له الأمراض ومن أهمها السرطان".

وتبين د. مشعل أن التسامح لا يعني أن تقابل الشخص وتسامحه وتخبره بذلك، بل مسامحته بينك وبين نفسك لوجه الله، وهذا لا يعني أن المسيء لن ينال عقابه، بل إن هناك قانونا كونيّا اسمه "الكَارما" في المعتقدات غير الإسلامية، أما في حياتنا الإسلامية اسمة "يمهل ولا يهمل" و"كما تدين تُدان".

وتكمل: "حين تسامح فإنك تُحرّر نفسَك وتعيش حياتَك وتُخلّص نفسَك من الأمراض، ستشعر بالحرية كحرية الطير، وستشعر بالسعادة للأبد".

وتختم: "التسامح والعفو طاقة هائلة لا تأتي إلا بكل سعادة وتكون سببًا في أن تعيش حياة ممتعة".