فلسطين أون لاين

​الحزم مطلوب مع الطفل المتذمّر من المدرسة

...
غزة - مريم الشوبكي

العودة إلى المدارس بعد مرض أو عطلة طويلة تقابل عند بعض الأطفال بالرفض والتذمّر، فيرفض الطفل الاستيقاظ مبكرًا، مع نوبة بكاء شديدة قبل أو أثناء الذهاب إلى المدرسة، رافضًا التخلي عن جوار والدته لفترة طويلة، أو الراحة التي يشعر بها في البيت، أو تعرضه لاعتداءات أو رفض من قبل زملائه أو المدرسين.

هذا التذمر هل يعتبر أمرًا طبيعيا لدى الطفل؟ ومن غير المهم أن يقف الوالدان عنده، أم أنه بداية مشكلة يمكن أن تتفاقم وتتحول إلى عقدة نفسية إذا لم يتم التعامل معها منذ البداية، والأساليب التي يجب اتباعها لمساعدة الطفل على التخلص من هذه المشكلة؟!

القلق المرتقب

الأخصائي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة بيّن أن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يميل إلى اللعب والاستمتاع بوقته بعيدا عن الدراسة، فطبيعة هذه المرحلة بما فيها من أجواء المدرسة السائدة والاستيقاظ باكرا، ويبدأ في التوتر والخوف والقلق المرتقب من المدرسة.

وأوضح ملاخة لـ "فلسطين" أن الارتباط الشرطي السيئ ولّد استجابة سيئة لدى الطفل، وحالة من الخوف واضطرابات النوم قبل المدرسة بعدة أيام.

وأشار إلى أن تهيئة الوالدين النفسية لطفلهما قبل المدرسة بمدة كافية، وتحفيزه من خلال مشاركته بتنظيم أغراضه الخاصة بالمدرسة، ومحاورته ومحادثته.

ولفت الأخصائي النفسي أن من عوامل ترغيب الأهل بالمدرسة ربط التزامه ونجاحه بتحفيزات وتعزيزات إيجابية للطفل حتى يشعر بالسعادة والحماس، بالإضافة إلى تهيئة البيئة التعليمية من قبل المدرسين بإيجاد عناصر جذب للطلاب من الاستقبال الجيد وربطه بشيء تحفيزي إيجابي.

ونوه إلى أنه يجب اتباع أسلوب الغمر مع الطفل من قبل المدرس (غمره بالمحبة)، وعلى الأم والأب تفادي الانصياع لبكاء طفله بل تركه لكي يتعود على الابتعاد عنهما، لأن تكرار السلوك يصبح عادة لدى الطفل.

دور المدرسة

ولفت الأخصائي النفسي إلى أن نفور الطالب من الذهاب إلى المدرسة، يجب أن يقابل من الأهل بالتواصل مع المدرسة لتدخل في معالجة الأمر.

ومن أساليب ترغيب الطفل في المدرسة، بين أن مرافقة الطفل عند انتهاء اليوم الدراسي للطفل من قبل الوالدين أمر مهم، مع التحدث معه عن يومه والأنشطة والأعمال التي قام بها، وعند الوصول إلى البيت مساعدته في الرسم وحل الواجبات المدرسية، هذا يدخل السعادة على نفسية الطفل ويربطه بالبيئة التعليمية.

وحث ملاخة الوالدين على اتباع نظام معين مع الطفل، والمواظبة على الاستيقاظ في موعد ثابت يوميا ليكون هناك متسع من الوقت لتجهيز الطفل بعيدا عن العجلة والصراخ، والقسوة، محذرا الأم من اللامبالاة والكسل في تحضير الأطفال للمدرسة لأن هذا يوجِد لديهم نفورًا من المدرسة.

وأكد الأخصائي النفسي أنه يجب الحزم مع الطفل عند إصراره على عدم الذهاب إلى المدرسة ولكن بأسلوب لطيف، مثلًا ستبقى في البيت وحيدًا، ونحن سنغادر إلى أعمالنا.

وشدد ملاخة على أن تحفيز الطفل له دور كبير في ترغيبه في المدرسة لتكون البيئة التعليمة جاذبة له، من خلال مرافقته إلى المدرسة، وسؤال مدرسيه عنه، وتدريسه.