فلسطين أون لاين

هل سنوات الخبرة تعيق الخريج عن الوظيفة؟

...
غزة - هدى الدلو

يصف الكثير من الخريجين الشروط التي ترافق الإعلان للتقدم للوظيفة بالتعجيزية، خاصة أمام حديثي التخرج، خصيصًا فيما يتعلق بشرط سنوات الخبرة الذي يقف حاجزًا منيعًا أمام الخريج للتقدم بطلب الوظيفة المعلنة رغم أن كل الشروط المعلن عنها تنطبق عليه، وتخصصه الدراسي يتوافق مع احتياجات سوق العمل، لتصبح مشكلة تؤرق الخريجين ليس فقط الجدد، بل أيضًا من أمضى على تخرجهم سنوات ولم تسمح لهم الفرصة بالالتحاق بمؤسسات من أجل اكتساب الخبرة..

مدرب التنمية البشرية صابر أبو الكاس قال: "الخبرة ضرورية جدًا للالتحاق بأي وظيفة أو عمل، وسوق العمل لا يمكن أن يقبل أي موظف دون أن يكون ممتلكًا للخبرة والدراية، ولن يتم قبول الخريج الذي يود التقدم للوظيفة رغم امتلاكه للشهادة الجامعية، والدورات".

وأوضح أن الخبرة في كثير من الأحيان تفوق الشهادات الجامعية، وبعض المؤسسات قد تضطر إلى طرد موظفيها في حال عدم امتلاكه للخبرة والمهارة، والبعض الآخر من المؤسسات تتطلب توفر الخبرة في المتقدم أكثر من الشهادة الكرتونية، ومثال ذلك مصور صحفي محترف ولكنه لا يملك شهادة جامعية لها علاقة بذلك كالصحافة والإعلام، أو المصمم الذي يمتلك خبرة في هذا المجال ولا يحمل شهادة جامعية تتعلق بالوسائط المتعددة.

وأشار أبو الكاس إلى أن الدول الأوروبية عندما تتم مقابلة متقدم لوظيفة معينة يهتمون بمهاراته وخبراته ثم يسألونه عن الشهادة الجامعية وذلك على عكس ما يحدث في دول الشرق الأوسط.

ومع ذلك يبقى شرط سنوات الخبرة للتقدم لأي وظيفة معلنة عائقًا يقف أمام الخريج للالتحاق بالوظيفة، ولكن هل يعقل أنه بعد انتهاء سنوات الدراسة أن يضيع الطالب سنوات أخرى من أجل الحصول على شهادات خبرة؟، أم يمكنه الحصول عليها أثناء دراسته الجامعية؟، فأجاب إن الأفضل الحصول على سنوات الخبرة أثناء فترة الدراسة.

وتابع أبو الكاس حديثه: "كما أنه لا يمكن حصر سنوات الخبرة بالشهادات التي يتم الحصول عليها من المؤسسات، فما يهم الشخص أنه في حال امتلك الخبرة يجب عليه أن يهتم بالمهارة".

ونوه إلى أنه هناك مهارات يتم اكتسابها أثناء فترة العمل، وأخرى يتم الحصول عليها في الجامعة، وبذلك يكون الخريج قد أنهى دراسته الجامعية وهو يمتلك سلاح قوي ألا وهو الخبرة، ويأتي ذلك من خلال مشاركته في دورات تدريبية متخصصة بدءًا من السنة الجامعية الثالثة، إلى جانب التطوع في مؤسسات بحيث يضمن عدم استغلاله ليتم اكتساب خبرات مجانية للخريج.

وبين أبو الكاس أنه يمكن الحصول على الخبرة من خلال اكتسابها من أصحاب الخبرة ولهم باع طويل وسنوات في ذلك المجال، واللجوء إليهم لاستشارتهم وأخذ آرائهم، فهم عبارة عن كتب مفتوحة يمكن الاستفادة منها دون الرجوع للكتب، ويتم اكتساب الخبرات منهم من خلال التعليم الذاتي.

ولفت إلى أن الكثير من الوظائف التي يتم الإعلان عنها تشترط توفر في المتقدم سنوات خبرة تتعدى الثلاث سنوات، ولكن يجب على القائمين على قانون العمل تحمل مسئولية ذلك، ومراجعة المؤسسات، للتخلص من العقبة التي تواجه الخريجين الجدد.

وختم بقوله: "هناك كثير من الطلبة الجدد يمتلكون مهارات وخبرات أكثر من موظف له خمس سنوات في سوق العمل، وذلك من خلال اعتماده على التعليم الذاتي".