فلسطين أون لاين

​مشاكل في المثانة والأعصاب

الأسير "أبو الهدى" إصابات الموت تفتك بحياته

...
غزة / نابلس - مريم الشوبكي

غيّب الأسر من هو رمز الحياة بالنسبة لـ"أيمن"، فراح يكتب على جدار "فيسبوكه" "لما الواحد بيختنق بحتاج أكسجين، وأنا بدي بابا"، فسنوات الأسر الأربع لوالده "أشرف أبو الهدى" حرمته اليد الحانية والصديق الذي تعود أن "يفضفض" له.

الأسير "أبو الهدى" من مدينة نابلس يبلغ من العمر 39 عاما، أصيب في إبريل العام 2014م برصاص جنود الاحتلال في ظهره، واعتقلوه، وتعرض لضرب مبرح نتج عنه كسر في الحوض وفي فقرات الظهر، أدت إلى إصابته بشلل نصفي، ومشاكل في الأعصاب والمثانة، وتبقى على انتهاء محكوميته ثمانية أشهر.

إهمال متعمد

ومع الإهمال الصحي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية تجاه الأسرى، يعاني "أشرف" من وضع صحي حرج للغاية، تقول زوجته "فريال": إن زوجها يعاني من آلام مبرحة نتيجة انتشار نحو 30 شظية في أنحاء متفرقة من ظهره نتج عنها رجفة في اليدين، ومشاكل في المثانة أدت إلى استئصال الخصية اليسرى.

وتضيف فريال لـ"فلسطين": "كما إن إحدى الرصاصات متمركزة على بعد مليمتر واحد من النخاع الشوكي وتحركها أو إزالتها تعني إصابته بشلل كلي، ويشتكي حاليا من تضخّم والتهابات في خصيته اليمنى تهدد باستئصالها هي الأخرى، وتكتفي إدارة السجن بإعطائه مسكن الأكمول فقط".

الأسير "أشرف" متزوج من "فريال أبو القمبز" منذ 18 عاما وهي غزاوية الأصل، ورزق منها بأربعة من الذكور وأنثى، ولأنها من غزة ولا تحمل هوية الضفة الغربية منعت من زيارة زوجها طوال الأربع سنوات، حتى منعت من زيارة أهلها بغزة، والأصعب يحظر عليها التجول خارج نابلس حيث تسكن.

وتحمّل زوجة الأسير سلطات الاحتلال الاسرائيلية المسئولية الكاملة عن حياة زوجها، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وعدم إخضاعه لفحوصات ومنحه العلاج اللازم، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل خطير.

آلام مبرحة

اليوم الخميس، يوم اللُقى بين "أشرف" و"أطفاله" من خلف الزجاج العازل يأتي صوت كل منهم عبر سماعة الهاتف محملا بحرارة الاشتياق وآهات الفراق، تنتهي ومعها لا تنتهي أسئلة صغاره "بابا ليش بيرجف؟!".

"حينما أصيب "أشرف" كان بين الحياة والموت، حتى أن وسائل الإعلام في بادئ الأمر أعلنت عن استشهاده لأن حالته كانت حرجة للغاية، وبعد إدخاله إحدى المستشفيات تحسنت حالته، ولكن لم يخضع بعدها لأي فحوصات رغم طلبه المتكرر لذلك"، وفق زوجته فريال.

تذكر زوجته موقفا صعبا تعرض له الأسير أشرف في السجن، تقول: "الشظايا المنتشرة في ظهره تسبب له آلامًا مبرحة، في أحد الأيام تحركت إحداها وصرخ متألما بعد أن غطى الدم يده التي كان يضعها على خاصرته وخرجت منها مسببة نزيفا فقد الوعي على إثره".

كل عائلتي

حتى "الصور" الفوتوغرافية تحتاج إلى تصريح، هذا ما تبينه "فريال" أنها أرسلت صورا لزوجها قبل أسبوعين مع أولاده، ولكنها تفاجأت بأنهم عادوا من الزيارة حاملين الصور، لرفض إدارة السجن إدخالهم لأنهم لم يحصلوا على تصريح بذلك.

تقول زوجة الأسير: "كان أشرف حنونا طيب القلب طويل البال، رزقت قبل اعتقاله بعام بطفلين توأمين، كان يساعدني في تربيتهما، كان هو من يقوم بإعطائهما زجاجة الحليب، لذا أحرص دائما على إرسال التؤامين لزيارته في السجن حتى يتعرفوا عليه حتى صاروا يطالبونه بالعودة معهما إلى البيت".

لا تمتلك "فريال" حولًا ولا قوة سوى مناشدة منظمات حقوق الإنسان، للتدخل من أجل الضغط على إرادة السجون بعمل فحوصات طبية له وتقديم الأدوية له لوقف تدهور حالته الصحية.

الإفراج الفوري

"أشرف" كان بالنسبة لـ"فريال" كل عائلتها التي حرمت منها لأنها غزاوية وتعيش في الضفة الغربية، تقول: "مرضت أمي وتوفت ولم أتمكن من وداعها لرفض الاحتلال منحي تصريح دخول إلى غزة، وكذلك استشهد أخي ولم أستطع توديعه، أختي زارت القدس ولم أستطع رؤيتها ذنبي أنني غزاوية".

وتردف: "لا ينفك أشرف عن التأكيد على والدته وأبنائه وحتى أخيه بالاهتمام بـي، وعدم إغضابي، أو أن يكونوا سببا في ذرف دموعي".

وتناشد فريال السلطة الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان، بالتدخل من أجل الإفراج العاجل عن زوجها لوقف تدهور حالته الصحية وتقديم العلاج المناسب لإنقاذ حياته.