فلسطين أون لاين

​نالت المركز الأول في البحث العلمي على مستوى الوطن العربي

لينا أبو ظاهر: العقبات سبيل النّجاح الأوّل

...
رام الله / غزة - نسمة حمتو

"سيبدو الأمر صادمًا جدًّا لو عرفتم أن المادة التي فزت فيها بالمركز الأول في البحث العلمي على مستوى الوطن العربي كانت صاحبة أقل الدرجات الجامعية لي في فصل التخرج"، هذه الكلمات هي مدخل إلى حوار مراسلة "فلسطين" مع لينا أبو ظاهر، التي حصلت على المركز الأول في البحث العلمي على مستوى الوطن العربي.

لينا عماد أبو ظاهر (21 عامًا) خريجة العام الحالي بتاريخ 24-6-2018م، درست المحاسبة في مرحلة البكالوريوس بكلية الأعمال والاقتصاد (التجارة) في جامعة بيرزيت، وتقدمت إلى مسابقة في البحث العلمي على مستوى الوطن العربي، تجربتها مع العلم مازالت بسيطة وهي حديثة التخرج، لكنها استطاعت بشجاعتها الحصول على جائزة عجز الكثير من الباحثين عن الحصول عليها.

نموذج مشرف

تقول أبو ظاهر لـ"فلسطين" عن تجربتها في البحث العلمي: "كنت أقتدي بنموذج مشرف لنا في جامعة بيرزيت، وهو الدكتورة هند المحتسب رئيسة دائرة المحاسبة في جامعة بيرزيت، التي كانت حريصة على كتابة أبحاث علمية بصيغة جيّدة جدًّا، ومثالًا على ذلك كانت حريصة على طريقة استخدامنا للدراسات السابقة وتلخيصها".

وتضيف: "كان من الشائع لدينا أخذ كل دراسة على حدة وكتابة تلخيصها بفقرة أو استخلاص نتائجها، أما لدى د. هند فكانت الطّريقة الصّحيحة لتلخيص الدّراسات هي الطّريقة المُتّبعة عالميًّا، إذ تستخدم الدّراسات السّابقة بفقرات متتابعة ومتسلسلة توضح الغاية من البحث ونتائج الدراسات السابقة".

منحة ماجستير

تتابع أبو ظاهر حديثها: "الاجتهاد هو السّبيل دائمًا، فأنا واجهتُ الكثير من المُحبطات كوني أنثى، وفلسطينية تريد المنافسة في محطّة عربيّة، لكن هذه الأمور كلّها كانت دافعي الأوّل إلى أن أصل إلى ما وصلتُ له، وصلت بسبب إيماني بنفسي وقدرتي ليس إلّا".

وتكمل قولها: "أتمنى حقًّا أن أكمل في المجال الأكاديمي، وأن أحصل على درجة الماجستير، وشهادة CPA (شهادة المحاسب القانوني المعتمد)"، مشيرة إلى أنها حصلت على منحة ماجستير مؤمنة التّكاليف في لندن جائزةً، وهي تدرس الفكرة حاليًّا جديًّا، وإن كانت تتمنى أن تحصل على فرصتها في جامعة فلسطينية، وعندها ستفضل البقاء في فلسطين.

أما عن كيفية ترشيحها لهذه الجائزة فتقول أبو ظاهر: "قدمت بحثي من طريق صديقة إلى لجنة التّحكيم الموجودة في عمّان، وحصلت على المركز السّادس في طريقة كتابة البحث، فرشحت للمنافسة في المرحلة التالية، ألا وهي محتوى البحث ونتائجه وسبل تطويره".

لينا كانت تتنافس هي وأشقاء عرب من 20 دولة غربية، وعندما تأهلت للمرحلة الحاسمة كان نجاحها معجزة حقيقية، إذ كان منافسها تونسي الجنسية، وبينهما فارق سبع نقاط فقط.

عمليات حساسة

وفيما يتعلق بالبحث الذي قدمته "لينا" في هذه المسابقة تقول: "دراسة بحثي كانت تتعلق بتأثير استخدام التكنلوجيا وتقنيات الأتمتة على عمل المدقق الفلسطيني، إذ نسبة الاعتماد على تقنيات البرمجة قليلة في فلسطين، وقمتُ بالمقارنة بين الشّركات المستخدمة للتقنيات، والتي لا تستخدمها، وأسباب عدم استخدامها".

تتابع قولها: "أجابت النّسبة الأكبر بعدم ثقتها في التقنيات الإلكترونية بعملية التدقيق، لأنها عملية حساسة جدًّا، وهناك خوفٌ من اختراق أو فقدان للبيانات، خصوصًا بوجود محاولات للاحتلال الإسرائيلي مستمرة لاختراق الشبكة الإلكترونية الفلسطينية بوجه عام".

يشار إلى أن مشروع أبو ظاهر كان عبارة عن مناقشة رسالة الدراسات العليا للدكتورة هند المحتسب التي أعدتها عام 2005م، وكانت بعنوان: "تأثير التكنولوجيا على عمل المدققين الفلسطينيين"، متناولة كل التغييرات التي حصلت على عمل المدققين الماليين في فلسطين بسبب التقدم التكنولوجي على مدار 13 عامًا.

أما بخصوص الصعوبات التي واجهتها خلال دراستها البحثية فتجيب الطالبة الفلسطينية: "أهم الصعوبات كانت الوقت، لأنه لم يكن لدي وقت كافٍ لدراسة الموضوع مثلما أردت، كذلك لم يكن هناك اهتمام كبير بالبحث العلمي في فلسطين".

شكر للأساتذة

أبو ظاهر أهدت نجاحها وحصولها على المركز الأول في مسابقة البحث العلمي على مستوى الوطن العربي إلى أساتذتها جميعًا في دائرة المحاسبة، الّذين لم يتوانوا يومًا عن نصحها ودعمها، وخصصت شكرها للدكتورة هند المحتسب، فقد ذُهلت لجنة التّحكيم من طريقة كتابة البحث عامّةً، وطريقة عرض الدّراسات السّابقة خاصّة، كما أسلفنا بطريقة العرض سابقًا فيما يتعلق بالدراسات السابقة في المحتوى البحثي.

وعن ذلك تقول: "الشّكر بدايةً موصولٌ للدكتورة هند على كل التّعب الذي تكبدته لأجلنا، أثمر نجاحًا أهديهِ لعينيكِ، وكذلك الدكتور يوسف حسن الدّاعم المستمر، من علّمني أن الثّقة بالنّفس وحدها قد تحقّق أحلامنا، من كان معي خطوةً بخطوة منذ لحظة وصولي إلى لحظة صدور النتيجة، لكَ أهدي وصولي".

تضيف: "لفلسطين، لعائلتي، لجامعتي الحبيبة، لكلّ من كان على ثقة بقدرتي على الوصول، أهدي إليكم حصولي على المركز الأوّل في مسابقة البحث العلمي المُقامة على مستوى الوطن العربي، تعجزُ الكلمات، ويبقى الحمدُ رفيقَ اللسان".

أخيرًا للينا مجالات أخرى تبدع فيها، فهي حاصلة عام 2014م على المركز الثالث على مستوى فلسطين في فن الكتابة الإبداعية والخطابة والتحدث باللغة الفصحى.