فلسطين أون لاين

​17 عامًا على استشهاد الجمالين سليم ومنصور

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ عبد الرحمن الطهراوي:

وافق أمس، الذكرى الـ17، لاستشهاد القائدين في حركة المقاومة الإسلامية حماس، جمال منصور وجمال سليم، بعد قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مكتبهما في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.

وتعود تفاصيل عملية الاغتيال إلى 31 يوليو/ تموز 2001، عندما تلقى الشهيد منصور مكالمة هاتفية انتحل خلالها المتحدث شخصية صحفي أجنبي ليتأكد من وجوده في مكتبه، وعلى الفور قصفت طائرة أباتشي مكتبه بعدة صواريخ؛ الأمر الذي أدى إلى استشهاده مع الشيخ سليم وستة آخرين.

وفي اليوم التالي من الاغتيال، توافدت الجموع الفلسطينية من مختلف أنحاء الضفة الغربية للمشاركة في جنازة الشهداء الثمانية، لتشهد مدينة نابلس في ذلك الوقت الأول من أغسطس/ آب جنازة مهيبة انطلقت من مستشفى رفيديا إلى حيث وُورِيت جثامينهم تحت الثرى، بمشاركة جميع القوى الوطنية والإسلامية.

جمال منصور

ولد القائد منصور في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس في 25/2/1960، وعاش طفولته في منزل شيدته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وفي مدارسها أتم الابتدائية والإعدادية، ومنها إلى الثانوية، فالجامعية في جامعة النجاح، حيث حصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة والعلوم الإدارية.

وبينما منعه الاحتلال من السفر إلى الخارج لإكمال تعليمه في الدراسات العليا، تزوج عام 1996 وأنجب ثلاثة أطفال، وعمل محاسبًا في عدة وظائف حتى انتقل إلى العمل الإغاثي، فافتتح فرع نابلس للجنة الإغاثة الإسلامية لإغاثة الأيتام والفقراء والمحتاجين، وكان مسؤولًا عنها، ثم أسس مكتب نابلس للصحافة والإعلام ولكن الاحتلال سرعان ما أغلقه.

انضم الشيخ منصور في وقت مبكر من حياته إلى جماعة الإخوان المسلمين، إذ يعد من جيل التأسيس في حركة حماس، وبرز دوره مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، فترأس الكتلة الإسلامية أوائل الثمانينات في جامعة النجاح لثلاث دورات، قبل أن يلمع نجمه في وسائل الإعلام بعد إبعاده إلى جنوب لبنان عام 1992.

واعتقل منصور الذي اختير لاحقًا متحدثًا باسم حركة حماس في الضفة الغربية، خلال مدة دراسته، وفي أثناء الانتفاضة الأولى، 14 مرة، معظمها كان اعتقالًا إداريًا، حيث اعتقل عام 1995، وخضع للتحقيق مدة ثلاثة أشهر ونصف الشهر متواصلة في سجن عسقلان.

وقد ألّف الشهيد العديد من المؤلفات، منها: كتاب التحول الديمقراطي الفلسطيني من وجهة نظر إسلامية، وكتاب أجنحة المكر الثلاثة، وله العديد من المنشورات والدراسات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، وكان بارعًا في الكتابة، وقد كتب تقارير ومقالات لعدد من الصحف والمجلات.

جمال سليم

ولد جمال سليم في نابلس عام 1958، ودرس الابتدائية والإعدادية في مدارس الأونروا ثم سافر إلى الأردن ملتحقًا بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة عام 1982، قبل أن يعود للضفة ليعمل مدرسًا لمادة التربية الإسلامية في المدرسة الثانوية الإسلامية في نابلس.

التحق سليم بصفوف حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987، واشتهر بخطاباته ومحاضراته في مسجد "معزوز" بمدينة نابلس، وعلى خلفية انتمائه لحماس أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992، مع مئات من عناصر الحركة الإسلامية وقياداتها.

بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 ترأس سليم العديد من اللجان والفعاليات، وكان من الأعضاء المؤسسين للجنة "التنسيق الفصائلي" في مدينة نابلس، التي كان من أهم أهدافها تنسيق المواقف بين المقاومة الفلسطينية بمختلف تياراتها في الميدان.

وكان يؤكد دومًا أن قضية اللاجئين هي "لب الصراع العربي الصهيوني، وتجسيدًا لمأساة شعب، دُمّر من قراه أكثر من 530 قرية"، واعتبرها "أطول جريمة ضد الإنسان الفلسطيني، وقضية متوارثة لا تموت طالما بقي فلسطينيون يتوالدون ويتناسلون".

كان الاسم -جمال- نقطة التقاء القائدين منصور وسليم، وكان العمل الوطني والانتماء لذات الفكرة وذات المنهج نقطة التقائهما، فشكلا صورة نابلس جبل النار في ثوريتها وعنفوانها ومقاومتها، حتى سعى الاحتلال جاهدًا إلى اغتيالهما متوهمًا أن استشهادهما قد يوقف مسيرة المقاومة.