فلسطين أون لاين

مقتل 12 مدنياً في قصف جوي لقوات التحالف شمالي الموصل

​مقتل 8 من الحشد الشعبي بينهم قيادي في ديالى

...
جانب من آثار انفجار في وقت سابق في بغداد (أ ف ب)
ديالي / الموصل -الأناضول

قتل آمر لواء في "الحشد الشعبي" و7 من مرافقيه في كمين نصبه "تنظيم الدولة الإسلامية"، في محافظة ديالى شمال شرقي العراق، بحسب مصدر أمني.

وقال النقيب حبيب الشمري، من شرطة ديالى، إن "آمر لواء الـ110 بالحشد، و7 من مرافقيه، أحدهم ضابط استخبارات في اللواء (لم يذكر أسماءهم)، قتلوا بكمين محكم نصبه مسلحو "تنظيم الدولة" في منطقة تلال حمرين، شمال شرقي مدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى)".

وأضاف أن "قوة من الحشد الشعبي حاولت تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة، لكنها وقعت في كمين أعده مسبقاً مسلحو التنظيم".

من جهته، قال عدي الخدران، قيادي في "الحشد الشعبي" بمحافظة ديالى، إن "التوقيت الذي اعتمدته قوات الحشد في تنفيذ العملية العسكرية، بمنطقة جبال حمرين كان خاطئاً، ولم تتم دراسة المنطقة بشكل جيد".

وأضاف أن "منطقة جبال حمرين وصولاً إلى قضاء المقدادية، تضم أخطر عناصر التنظيم الذين قضوا أكثر من 14 عاماً من القتال ضد القوات الأمنية، واكتسبواخبرة كبيرة في ذلك، وشاركوا في معارك ديالى والموصل والحويجة (شمال)".

وفي وقت سابق اليوم، شهدت ديالى، مقتل ضابط وجندي في الجيش العراقي وإصابة 4 آخرين، بهجوم مسلح نفذه مجهولون على حاجز أمني، في منطقة أمام ويس، شمال شرقي بعقوبة.

وأجرت قوات من شرطة ديالى، الأسبوع الماضي، حملة عسكرية واسعة لتأمين الحدود الإدارية الفاصلة مع محافظتي كركوك وصلاح الدين منعاً لتسلل مسلحي "تنظيم الدولة" إلى ديالى.

وكان "تنظيم الدولة" قد سيطر في صيف عام 2014 على مناطق واسعة في ديالى، شرقي البلاد، ونفذت قوات من الجيش العراقي مدعومة بالتحالف الدولي عمليات عسكرية واسعة تمكنت من خلالها من استعادة جميع المناطق.

بدوره،ـ قال ضابط في الجيش العراقي، إن 12 مدنيا قتلوا اليوم ، في قصف وقع عن طريق "الخطأ" لطائرات التحالف الدولي، استهدف منازل شمالي مدينة الموصل، التي تشهد معارك بين قوات الجيش ومسلحي "تنظيم الدولة".

وتؤمن طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، غطاءاً جوياً للقوات العراقية التي تتقدم في الموصل خلال حملة عسكرية بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر لاستعادة المدينة من التنظيم .

وقال النقيب في قوات الرد السريع بالشرطة الاتحادية، عبد الملك حسين المشهداني، إن "طائرة حربية للتحالف وجهت صباح اليوم نحو 5 ضربات جوية ضد ثلاثة منازل في حي العربي، شمالي الموصل".

وأوضح المشهداني، أن "الغارة أسفرت عن مقتل 12 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 18 آخرين، فضلاً عن تدمير المنازل وإعطاب نحو 8 سيارات".

وتابع: "جميع القتلى والمصابين جرى نقلهم لتلقي العلاج في مواقع القوات العسكرية على تخوم منطقة الكندي من قبل أهالي الحي".

ولم يوضح المشهداني كيف جرى نقل القتلى والجرحى لمناطق خاضعة لسيطرة القوات العراقية على اعتبار أن الحي العربي لا يزال تحت سيطرة "تنظيم الدولة".

وفي سياق آخر، حث الجيش العراقي، المدنيين في المناطق التي تم استعادتها اليوم عبر مكبرات الصوت إلى التزام منازلهم وعدم الخروج منها لحمايتهم من هجمات قد يشنها "تنظيم الدولة".

وقال الملازم أول سعد محمود الخفاجي، إن "قوات الجيش طلبت اليوم عبر مكبرات للصوت من الأهالي في أحياء شرقي الموصل التزام منازلهم وعدم الخروج خشية شن التنظيم هجمات بقذائف الهاون تستهدف المناطق المحررة".

وأضاف أن "بعض الأهالي التزموا بتعليمات القوات الأمنية واكتفوا بالتلويح من أعلى المنازل بالرايات البيضاء".

أما في الشأن الميداني، بدأت القوات العراقية بقصف مواقع "تنظيم الدولة" البارزة في حيي "الكفاءات الثانية" و"الكندي" المجاورين، شمالي المدينة، تمهيداً لشن هجوم بري.

وقال المقدم نجيب سعد الدليمي، مسؤول شعبة استخبارات الفرقة 16 في الجيش العراقي، إن "وحدة المدفعية في الفرقة وبتنسيق عال مع قوات التحالف الدولي، وجهت ضربات (بصواريخ ذكية) نحو أهداف التنظيم ووحداته الاستراتيجية والتكتيكية وتجمعات مقاتليه".

وأوضح الدليمي، أن "عمليات القصف تمت بناءً على معلومات استخباراتية حصلت عليها الطائرات المسيرة للتحالف الدولي عن أهداف التنظيم وأوردتها لوحدة المدفعية العراقية".

وتابع: "الهدف من عمليات القصف المدفعي هو تدمير قدرات التنظيم القتالية والحد من إمكانيته في مواجهة القوات بحيي الكفاءات الثانية والكندي التي تستعد القوات المسلحة العراقية لاقتحامهما في الساعات القادمة".

وأضاف الدليمي، أن "الخسائر التي تكبدها التنظيم جراء القصف كانت كبيرة جداً، وأن المعلومات الأولية الواردة لغرفة الاستخبارات تفيد بأن عددا ًمن القيادات البارزة المحلية والأجنبية قُتلت بهذه العملية".

وعن الاشتباكات في حي الحدباء المجاور لحي الكفاءات الثانية، أشار الدليمي إلى أن "القوات تواصل حرب الشوارع ضد مسلحي التنظيم الذي اتخذوا من المبانِي العالية والمواقع السكنية مقرات لهم في مواجهة قوات التحرير".

ودعا الدليمي سكان الحدباء والكفاءات الثانية والكندي إلى "التزام منازلهم وعدم الخروج منها إلى حين وصول القوات إليهم وإبلاغهم بأنهم تحرروا".

ولفت إلى أن "خروج المدنيين إلى الشوارع قبل وصول القوات، يعيق التقدم ويوقع الجنود بأخطاء قد تكون كبيرة ومؤثرة على سير المعارك".

ولقي مئات المدنيين حتفهم وسط المعارك العنيفة التي تدور في الموصل، بينما فر نحو 178 ألف مدني من المدينة وأطرافها منذ انطلاق الحملة العسكرية في الـ17 من أكتوبر/تشرين أول الماضي، وفقاً لإحصائيات الهجرة العراقية، وتم إيواؤهم في مخيمات أنشأتها الحكومة العراقية بالتنسيق مع الأمم المتحدة قرب المدينة.

وتتوقع الأمم المتحدة، نزوح ما يصل إلى مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من كارثة قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح نظراً لعدم توفر الخدمات الرئيسية من قبيل وسائل التدفئة وسط البرد القارس.