فلسطين أون لاين

لماذا لا نقرأ أحداث الشام في ضوء السنة؟

...
غزة - هدى الدلو

بالرغم من ظهور الفتن في بلاد الشام إلا أنها في آخر الزمان هي مأمنٌ بعد الله للمسلم من الفتن, فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام"، ولكن في الوقت الحالي نجد أن أحداث الفتن تكالبت على بلاد المسلمين وخاصة بلاد الشام، إلا أن المسلمين غفلوا عن جانب مهم في ظل هذه الأحداث وتفاقمها وهي عدم قراءتهم لما يدور من أحداث في بلاد الشام في ضوء ما جاءت به السنة النبوية.

يقول د. محمد المظلوم الأستاذ المساعد بقسم الحديث الشريف وعلومه في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية: "تكمن المشكلة في إغفال الناس عن قراءة الأحداث التي تمر بها بلاد الشام وما حولها من بلاد المسلمين في قصور الناس بنظرتهم إلى كتاب الله عز وجل، والسنة النبوية التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم".

وأضاف: "ولكن في الأصل أنه لو تم الرجوع إليهم لكان لدينا تصور غير جزئي وبالكاد أن يكون مجملا في فهم الأحداث التي تدور في العالم الإسلامي وفي بلاد الشام بالخصوص، وفقًا لما جاءت به السنة النبوية".

وأوضح د. المظلوم أن أول مسألة أخبر بها الرسول عليه الصلاة والسلام هي كثرة الهرج أي القتل وهو من الفتن التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث في آخر الزمان، حيث يكثر الجهل ويرفع العلم ويكثر الفاسدون ويقل الصالحون، وتقع الأحداث العظام فوقتها يكثر القتل بين الناس، وينتشر الهرج وهي فتنة يحار فيها الناس، فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ".

وأشار إلى أنه هناك شيء من هذا القبيل يدور في بلاد الشام، ولكن حاليًا النظرة قاصرة وغير واضحة، إلا أن المؤكد عليه أنه في الأصل أن المسلم لا يقتل لأن دمه مصان وعرضه وماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه".

وأكد د. المظلوم أن الغزو الفكري هو السبب الأول في عدم رجوعهم إلى القرآن والسنة وابتعادهم عنها، إضافة إلى قصور فهمهم ونظرتهم للأشياء، "وهنا تكمن المشكلة، فلا بد من فهمها لأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا في كل هذه الأمور حتى لو بالإشارة"، حسب حديثه.

وتابع حديثه: "ولو درسنا الأمر من البداية، دراسة علمية شرعية لتبين لنا أخطاء ارتكبت في الثورات العربية كان لابد من تأصيلها، خاصة من حيث خروج المرؤوس على ولي أمره الرئيس، فلو نظرنا في هذا السياق من ناحية الخروج على ذلك الرئيس المجرم لابد من وجود شوكة، وأن يكون لديه غلبة الظن بأن يأتي بمصلحة أعظم مما هو موجود، ولا يجلب مفسدة أعظم مما جاءت به، فلا بد من إزالة الظلم بطريقة صحيحة".

وبين د. المظلوم أن الخروج على ولي الأمر المسلم المصون غير الفاسق فلا يجوز الخروج عليه، أما ولي الأمر الفاسق فاختلف فيه أهل العلم، لافتًا إلى أن ما هو قائم في بلاد الشام هو عقاب رباني بسبب المخالفات الشرعية.

ونوه إلى أنه يمكن إنقاذ الموقف بطريقة صحيحة وسليمة من خلال الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة وبذلك يمكن إنقاذ الإنسان المسلم، كما لابد من فهم أن الحكم الشرعي للثورات يختلف بمجموعة من العوامل، ولكن أيًا كان الحكم فلا بد من نصرة المسلمين بالنفس أو المال أو الدعاء وهو السهم الذي لا يغيب.

وختم د. المظلوم حديثه: "بالإضافة إلى التحاكم فيما بيننا لنعرف المصيب من المخطئ، واجتماع الأطراف المسلمة والمحاورة والنقاش على نقاط الاختلاف والاتفاق، والعمل تحت شعار واحد وهو لا إله إلا الله".