فلسطين أون لاين

​لمى خاطر.. صاحبة القلم المقاوم في قبضة المحتل

...
غزة - مريم الشوبكي

تحت جنح ليلة أمس، كان لخفافيش الظلام موعد مع انتهاك جديد ضد الحرائر في الضفة الغربية المحتلة.. قوة من قوات الاحتلال الإسرائيلي مدججة بالسلاح، تقتحم مدينة الخليل لتعتقل صاحبة القلم المقاوم والكلمة الحرة، لمى خاطر، وتختطفها من بين أحضان طفلها، مشبعة غريزتها الإجرامية.

"خاطر" محللة سياسية وإعلامية وكاتبة في مجالي الأدب والسياسة في عدد من الصحف ومواقع الإنترنت، من مواليد مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة عام 1976، حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب في جامعة الخليل، وتشتهر بكتاباتها المؤيدة للمقاومة الفلسطينية، والمناهضة للاحتلال، والناقدة لممارسات أجهزة أمن السلطة.

زوجها حازم الفاخوري يتحدث عن ظروف اعتقالها بالقول: "قبل عامين حاول الاحتلال اعتقال زوجتي، لكنه حول الأمر إلى مقابلة مع مخابراته، وذلك لأن نجلي الأصغر يحيى كان يبلغ من العمر شهرين فقط، وفي قانونه فإن الطفل الذي يقل عمره عن عامين يحق للأم المعتقلة أخذه معها".

ويضيف الفاخوري لصحيفة "فلسطين": "قبل نحو خمسة أيام استدعتني مخابرات الاحتلال للمقابلة، والتي كانت كلها تتمحور حول زوجتي وتتضمن رسائل تهديد لوقف ما أسموه تحريضها ضد الاحتلال، وإلا سيعتقلونها".

وتابع: "في أثناء المقابلة سألوني عن عمر طفلي يحيى والذي بلغ العامين، وبذلك وفق قانونهم يمكنهم اعتقالها دون أخذه معها، ومن هنا توقعت أن يعتقلوها في أي وقت".

وفي ليلة أمس الثلاثاء، تفاجأت عائلة الكاتبة "خاطر" بقوة من قوات الاحتلال يطالبونها بالخروج من البيت لاعتقالها، فما كان من صاحبة القضية إلا أن تحتضن طفلها الصغير "يحيى"، مودعةً إياه إلى وقت غير معلوم.

يقول الفاخوري: "كان يحيى مستيقظًا يلعب في إحدى ألعابه، احتضنته وكانت متأثرة للغاية لأن يحيى لا يزال صغيرًا ويحتاج إليها بالقرب منه".

ولم يعلم أي من أفراد أسرتها إلى أين اقتيدت، معربين عن خشيتهم على وضعها الصحي لما تعانيه من فقر دم، وحاجتها إلى تناول أدويتها باستمرار، بحسب الفاخوري.

وأشار إلى أنه وكّل محاميًا ليتابع قضية زوجته لمعرفة السجن الذي اقتديت إليه وطبيعة حالتها الصحية أيضًا.

والفاخوري هو أسير محرر قضى في سجون الاحتلال عشر سنوات، وأفرج عنه قبل عامين، كما اعتقل أكثر من عشر مرات في سجون السلطة، وزوجته تلقت استدعاء من أجهزة أمن السلطة لكنها لم تذهب للمقابلة.

وبين أن مواقف "خاطر" الداعمة للمقاومة، والرافضة للاعتقال السياسي، والمطالبة بالحريات في الضفة الغربية، كانت تضايق أجهزة أمن السلطة، وكذلك الاحتلال.

ويوضح أنها تتمتع بشخصية قوية، وعنيدة في الحق ولا تتراجع عن قول كلمة الحق، مهما كلفها الأمر، وهي تعي تماما أنها تدفع ضريبة ذلك.

ويقول: "لأم أسامة مقولة دائما ترددها بأن ضريبة الكلمة أخف بكثير من ضريبة السكوت، لذا أنا وهي تعودنا أن ندفع ضريبة كلمة الحق، فقد عانيت من الأسر لدى الاحتلال والاعتقالات والاستدعاءات من قبل أجهزة أمن السلطة، وهي عانت في الدفاع عني والحفاظ على بيتها وأبنائنا".

ودعا الفاخوري منظمات حقوق الإنسان للاطلاع على وضع "خاطر" الصحي وطمأنة عائلتها عليها.

وتمم مخاطبًا زوجته: "أم أسامة، ثقي بأننا ظهرك وسندك والحاضنة التي تحميكِ، فاجعلي معنوياتك عالية كما كنت تفعلين دومًا في غيابي، نحن تعلمنا منك الصبر وتحمل الشدائد".