فلسطين أون لاين

​الخليل القديمة حراك رمضاني مؤقّت ونهم استيطاني متواصل

...
الخليل - خاص "فلسطين"

ينهمك المواطن صبحي شوامرة صاحب محلّ حلويات وسط البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية في خبز عجين حلوى القطائف في المنطقة، إلى جانب محالّ مغلقة ومحاطة بالأسيجة والإجراءات العسكرية الاحتلالية في منطقة لا يبرحها جيش الاحتلال ومستوطنوه.

ويفتح شوامرة محلّه التجاري طيلة أيام العام، متجاوزًا الإجراءات العسكرية والإغلاقات المتكررة التي يفرضها جيش الاحتلال في محيط المنطقة، في حين يغلق كثيرون محالّهم التجارية في هذه المنطقة معظم شهور العام، لضعف الحركة الشرائية في المنطقة، التي تحوّلت بعد أحداث مجزرة المسجد الإبراهيمي وانتفاضة الأقصى إلى مناطق يتخوّف الفلسطينيون من وصولها، خشيّة تنكيل جيش الاحتلال ومستوطنيه.

ومع بداية شهر رمضان المبارك عادت الحياة إلى أسواق البلدة القديمة، وباتت أسواقها عامرة بالمرتادين والمتسوقين والذاهبين إلى أداء الصّلوات في المسجد الإبراهيمي، لكنّ العادة جرت أن لا يستمر هذا الحال بعد انتهاء شهر رمضان.

وتعاني الخليل القديمة من عمليات التّهويد المستمرة والأنشطة الاستيطانية التي تستهدف السيطرة على أكبر عدد من الأسواق وإلحاقها بالحيّ اليهودي، طمعًا في إقامة مدينة للمستوطنين على أنقاض الأحياء السكنية الفلسطينية، التي يريدونها خالية، ويرى المواطنون أنّ الوجود الفلسطيني في البلدة يشكّل عائقًا أمام الأنشطة الاستيطانية والعسكرية في قلب المدينة.

يبين شوامرة لـ"فلسطين" أنّه ينتظر شهر رمضان من كلّ عام لابتهاجه بارتياد المواطنين الفلسطينيين أسواق البلدة القديمة، وتضاعف الحركة الشرائية فيها، لافتًا إلى أنّ هذا الشّهر يشهد ازدحامًا كبيرًا وحضورًا من جانب المواطنين إلى هذه المنطقة، ما يعيدها في ذهنه إلى سنوات خوالٍ كانت فيها البلدة القديمة قلب الحراك التجاري لمدينة الخليل.

ويعرب عن أمنياته بأن تستمر هذه الحالة من الإقبال على البلدة القديمة، الأمر الذي يفتح المجال أمام استعادة هذه المنطقة الحياة.

من جانبه يعرب مواطن آخر يمرّ بسوق البلدة القديمة في حديثه إلى "فلسطين" عن أمله في أن تستمر هذه الحالة، إقبال المواطنين على البلدة القديمة، وفتح أصحاب المحال التجارية أبوابها.

ويشير إلى أنّ ضعف الإقبال الذي تحياه البلدة القديمة في الأعوام الماضية شجّع الاستيطان والمستوطنين على التمادي في المنطقة، واستمرار أعمالهم في محاولات السيطرة على منازل ومحال تجارية قريبة، بحكم الغياب المتواصل للمواطنين.

ويبين أنّ النّاس اعتادوا الحضور إلى أسواق البلدة القديمة فقط في شهر رمضان، وبعد انقضاء الشّهر يعودون إلى تركها وتتحول إلى منطقة فارغة من روّادها، ويستبيحها جيش الاحتلال والمستوطنون.

ويرى النّاشط هشام الشرباتي أنّ البلدة القديمة تحتاج إلى خطط إحياء أوسع من جانب الهيئات والمؤسسات كافة الرسمية وغيرها، لتعزيز الوجود الفلسطيني في المنطقة، لما له من أهمية في حفظ وحماية كامل الأسواق من التهويد، في ظلّ مشاريع استيطانية عديدة تحاول خنق المكان والاستحواذ عليه كاملًا، وضمّه إلى عدد من البؤر الاستيطانية التي تتمدد في قلب البلدة القديمة وشارع الشهداء.