طالبت عائلة الشهيد عزيز موسى عويسات من سكان القدس المحتلة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وفورية، للبت في ظروف استشهاد نجلها في سجون الاحتلال، في ظل الدلائل القوية المشيرة لتعرضه للضرب "بشكل وحشي" على يد حراس السجن.
واستشهد مساء الأسير عويسات (53 عامًا) مساء الأحد بعد أيام من تدهور وضعه الصحي نتيجة تعرضه للاعتداء. واحتجاجًا على ذلك أعلنت الحركة الفلسطينية الأسيرة الحداد لثلاثة أيام.
وقال مفيد عويسات ابن الأسير الشهيد عزيز: إن دلائل قوية جدًّا لتعرض والده للضرب بوحشية من قبل حراس السجن، وأفراد من الوحدات الخاصة، بعد أن جرى نقله من غرف الأسرى للزنازين في أعقاب اتهامه برشق ماء ساخن في وجه أحد الضباط.
وأكد عويسات (23 عامًا) لـ"فلسطين"، أن والده جرى نقله من زنزانته للمشفى الإسرائيلي بعد تدهور حالته الصحية نتيجة لما تعرض له من ضرب، مشيرا إلى أن أحد الأسرى نقل رسالة شفهية من والده بتعرضه للضرب المبرح الوحشي.
وطالب بضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بصورة فورية للبت في ظروف استشهاد والده، سيما وأن سلطات الاحتلال تتنصل من مسؤوليتها بالحديث أن حالة الوفاة كانت طبيعية بسبب تعرضه لأزمة قلبية.
وأضاف عويسات: "ربما يكون والدي فعلًا تعرض لأزمة قلبية لكنها بشكل مؤكد ناتجة عن ما تعرض له من ضرب"، لافتا إلى أن زيارة أجراها لوالده قبل أسبوع واحد من استشهاده وقد بدا بصورة صحية طبيعية للغاية، ولم تظهر عليه أي حالة إعياء أو مرض.
وقالت مصادر فلسطينية في هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير: إن الشهيد عويسات أصيب بنزيف حاد وجلطة قلبية نتيجة الاعتداء عليه من قبل قوات القمع في سجن "ايشل" في الثاني من شهر مايو/ أيار الجاري.
ولفت حسين عويسات شقيق الأسير الشهيد إلى أن الأسرى في سجن "إيشل" كانوا يتوقعون تعرض زميلهم "عزيز" للضرب بعد ما جرى من حادثة رشقه لأحد الضباط الإسرائيليين بالماء الساخن مع اقتحام غرفته، وهو ما استدعاهم للالتقاء بالإدارة والاتفاق معها على عدم "معاقبته" بالضرب في حال جرى نقله لقسم الزنازين.
وأضاف عويسات لـ"فلسطين"، أن إدارة السجن نقضت اتفاقها مع الأسرى، وكان همها إخراجه من أقسام الأسرى لغرف الزنازين للاستفراد به، وقد جرى فعليًا ضربه بصورة وحشية وكبيرة وهو ما استدعى نقله للمشفى لاحقا.
وأشار إلى أنه شخصيًا ذهب للمشفى الخاص بشقيقه، وكان في وقتها في حالة الخطر الشديد ومن دون عناية طبية تذكر وإهمال "غير طبيعي"، فيما جرى تحويله لمشفى "تل هشومير" وجرى إجراء عملية قلب مفتوح له ودون أن يطرأ أي تحسن على حالته.
وقال شقيق الأسير الشهيد: إن كل المؤشرات تشير إلى تعمد وصول حالة شقيقه إلى الموت، مطالبًا في ذات الوقت بتشكيل لجنة تحقيق فورية وخاصة للوقوف أمام مشهد استشهاده، والحالة التي رافقته قبل الاستشهاد من ضرب واعتداء في سجنه.
والأسير الشهيد "عويسات" من بلدة جبل المكبر في القدس المحتلة، أب لستة أبناء، جرى اعتقاله في مارس/ آذار 2014 ووجهت له محكمة إسرائيلية محاولة تفجير خط أنابيب غاز في مستوطنة بالقدس، في سياق عمل فدائي بهدف إيقاع القتل في صفوف المستوطنين، وأصدرت بحقه حكما بالسجن ثلاثين عاماً.
وبحسب مصادر إسرائيلية فإن "عويسات" نقل بداية لمستشفى الرملة، ومنها إلى مستشفى "أساف هروفيه"، إلا أن حالته الصحية تدهورت أكثر، لينقل بعد ذلك إلى مستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي بوضع حرج، ثم جرى إعادته إلى "أساف هروفيه" والذي استشهد فيه، وذلك بعد أن رفضت إدارة مستشفى "تل هشومير" بقاءه فيه.
وباستشهاد الأسير عويسات يصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 216 شهيدا، أربعة منهم خلال العام الجاري 2018، بينهم: 75 نتيجة القتل العمد، و7 نتيجة إطلاق النار عليهم مباشرة، و62 نتيجة الإهمال الطبي، و72 نتيجة التعذيب، وفق إحصائيات مؤسسة الضمير.