فلسطين أون لاين

​طلقة إسرائيلية غادرة تضع حلم الفتى القطراوي على المحك

...
الجريح / يوسف القطراوي
غزة - يحيى اليعقوبي

منذ نعومة أظافره خط حلمه لكي يصبح لاعب كرة قدم محترفًا، فما فتئ الفتى يوسف محمد القطراوي، يطور من مهاراته مع نادي خدمات النصيرات، ينمو وحلمه سوياً، حتى فاجأته طلقتان من قناص إسرائيلي في 4 إبريل/ نسيان الجاري شرق مخيم البريج خلال مشاركته في مسيرة العودة الكبرى.

طموحه أن يصبح لاعبا محترفا وأن يخرج لممارسة الكرة خارج قطاع غزة، لكن لم يكن يعلم أن هناك جنودًا إسرائيليين سيقتلون حلمه في يوم من الأيام، اعتقد أنها مظاهرة سلمية محمية وفق القوانين الدولي التي تنص على حرية التجمع السلمي والتعبير عن الرأي، ولم يعلم أن هناك من هو فوق القانون ينتهكها دون حسيب أو رقيب.

وبمجرد دخول الفتى مستشفى شهداء الأقصى بمنطقة دير البلح أجريت له عمليات طارئة إثر تعرض عظام ساقه الأيسر للكسر والتفتت، فيما عانى في اليمنى من نزيف داخلي حاد بعد قطع إحدى الأوردة؛ بسبب نوعية الطلقة النارية التي استخدمها الاحتلال (عيار 250 مل)، فقد على إثر ذلك الكثير من الدم، كما يتحدث والده لصحيفة "فلسطين".

ولخطورة حالته الصحية جرى تحويله إلى العناية المكثفة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة. يقول والده: "وضع الساقين أصبح خطيرا، بعد ظهور التهابات خارجية أدى إلى تعفن إحداهما، وهو بحاجة عاجلة إلى السفر لتلقي العلاج قبل فوات الأوان لإنقاذ ساقيه وحلمه، فهو يحتاج إلى عناية خاصة تفوق الإمكانات الطبية المتوفرة بغزة".

ومنذ طفولته، ارتبط الفتى القطراوي بحكاية حب بل عشق مع الساحرة المستديرة، فكان لا يضيع أي فرصة إلا ويغتنمها في ملاعبة الكرة بقدميه، يركض، يلعب، يراوغ، يتدرب، حتى انضم لنادي خدمات النصيرات.

ولم تقف طموحات القطراوي (17 عاما) عند هذا الحد بل نمى حلمه أكثر ليصبح لاعبا احترافيا من الدرجة الأولى، آملاً بالسفر للخارج من أجل ذلك، يتابع والده، مشيراً إلى أن نجله أحب كذلك التمثيل "فله أكثر من اسكتش مسرحي، وتدرب في مؤسسات تعنى بالثقافة لتنمية هذه الموهبة".

يقف الأب إلى جانب نجله يوسف الممدد على أحد أسرة الشفاء، وملامح الحسرة بادية على وجهه، حيث يعلم أن عودة يوسف إلى سابق عهده يحتاج إلى وقت طويل لصعوبة الإصابة وحاجته بعد تعافي جراحه إلى علاج فيزيائي، آملاً في تمام حديثه أن يمن الله على نجله الذي أحب الملاعب والرحلات وشاطئ البحر بالعافية.

وحالة يوسف ليست الوحيدة من بين آلاف الإصابات، فوفقاً لبيانات إحصائية نشرتها مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، فإن نحو 1680 مدنيًا أصيبوا بالرصاص الحي والمتفجر، لا يزال منهم 135 حالة خطيرة، نتيجة استخدام القوة المفرطة، لقمع مئات الآلاف من المواطنين المشاركين في تظاهرات سلمية خلال مسيرة العودة.

وتقول منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية إن الإصابات الشديدة التي يصعب علاجها تشكل نحو 36% من إجمالي الإصابات البالغة 5 آلاف إصابة منذ بدء المسيرة في 30 مارس/ آذار الماضي.

وتوقعت المنظمة أن يعاني بعض المصابين من انتكاسات بعد العمليات قد تتسبب في "إعاقات بدنية حادة وطويلة الأمد"، في حال لم يتلقوا العلاج والتأهيل اللازم بغزة أو يتلقوا تصاريح للعلاج بالخارج، نظراً للرصاص المتفجر الذي يستخدمه جنود الاحتلال والذي يتسبب بأضرار بالغة في العظام والأنسجة، حيث يقارب حجم الجروح قبضة اليد.