فلسطين أون لاين

الأسر يحوّل العناق بين القائد حسن سلامة ووالدته إلى أمنية

...
خان يونس - أحمد المصري

يوم الأسير الفلسطيني الموافق 17 نيسان (أبريل) ترك لوحة من الألم والغصة في قلب والدة الأسير حسن سلامة، وتساؤلات عن يوم اللقاء الذي تعانقه فيه.


عينان غائرتان في وجهها، ودموع محبوسة فيهما، وجسد أنهكه الكبر والمرض معًا، وكلمات قليلة لا تخلو من طول انتظار فلذة كبدها، الذي حُرمت على مدار 22 سنة وهو في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي.


الأسير سلامة بطل عمليات "الثأر المقدس" للقائد الشهيد في كتائب الشهيد عز الدين القسام م. يحيى عياش، والمحكوم عليه بـ48 مؤبدًا لا يزال في قلب والدته يقين راسخ بنيل حريته، وإطلاق سراحه من سجون الاحتلال.


وبدأت أولى خطوات تنفيذ عمليات الثأر للشهيد عياش بعد 40 يومًا من حادثة الاغتيال، إذ تمكن سلامة وعدد من القساميين من تنفيذ ثلاث عمليات استشهادية، أدت في حصيلتها النهائية إلى مقتل 46 وإصابة العشرات من المستوطنين بجراحات مختلفة.


يصل إليها رسائل تشعرها بالطمأنينة على حالة ابنها الصحية والنفسية، وممارسته الرياضة في سجنه، لكن القلق يساورها في نفسها دائمًا عليه، ولا تغنيها هذه الأخبار عن ملامسته وعناقه.


وولد سلامة عام 1971م في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة, وأسر في 17 مايو 1996م.


تقول والدته لصحيفة "فلسطين" بصوت ملؤه الاشتياق والحنين: "إن الألم يعتصرني، لكن الأمل في الإفراج عن حسن ما زال يرافقني".


ولم تتمكن الوالدة من زيارة ابنها في سجنه سوى مرة واحدة بعد انقطاع 12 سنة، كانت قبل خمس سنوات، رأته فيه من خلف لوح زجاجي، وتحدثت إليه عبر سماعة هاتف موصولة بمكان الجلوس.


تصف الزيارة بالأقسى على قلبها؛ فملامح حسن التي تحفظها تغيرت كثيرًا، وبدا نحيفًا جدًّا أكثر مما تتوقع، وغزا الشيب شعر رأسه، وهو ما أدخلها في نوبة من البكاء، فاستحلفها ابنها الصبر والتوقف.


وتلفت إلى أنها أصرت على الذهاب إلى زيارة ابنها رغم حالتها الصحية، وكبر سنها، وكثرة أمراضها وعدم قدرتها على السير، بما تحمل في قلبها من أشواق إلى ابنها الأسير، الذي كان دافعًا إلى تحمل أي صعاب ومشاق.


لم تكرر الحاجة سلامة الزيارة إلى ابنها رغم ما يعتريها من شوق، لما يعصف بها من أمراض أنهكت جسدها، فلم تعد قادرة على التنقل أمتارًا قليلة، لتتحمل مشاق طول رحلة الزيارة، التي تستغرق نهارًا كاملًا.


ويبدي شقيق الأسير ووالدته أملًا كبيرًا في إنجاز المقاومة الفلسطينية صفقة تبادل جديدة، يفرج بموجبها عن الأسرى في سجون الاحتلال، لاسيما أصحاب الأحكام العالية.


وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام أسرت الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط في 2006م، وأبرمت صفقة تبادل أسرى في 2011م، برعاية مصرية، أفرج بموجبها عن أكثر من 1047 أسيرًا وأسيرة على دفعات، مقابل شاليط.