فلسطين أون لاين

​لا تدع التفكير يقتلك.. اطرد الأفكار السلبية واشغل وقتك

...
صورة تعبيرية
غزة - مريم الشوبكي

التفكير الزائد يقتل صاحبه.. هكذا يُقال، لما له من تداعيات وآثار مضرة بالصحة النفسية والجسمانية للشخص، فهو لا يجر سوى الأفكار السلبية والوساوس التي تدمر النفس، ولتجنب هذا الشكل من التفكير، ثمة خطوات لا بد من اتباعها.

الخطوات العملية للحد من التفكير الزائد التي تجعل الإنسان يعيش في سلام داخلي، تبدأ من الوقوف مع النفس للشعور بضرورة التغيير، فيتم تنظيم الوقت، والانشغال بأمر مفيد، والبعض منا يفضل "الفضفضة" لشخص يثق به ويجد فيها الحل، والبعض يتجه نحو إطلاق النكات والضحك والتسلية دافعًا التفكير عن رأسه.

بالانشغال والفضفضة

"تسنيم عياش" (20 عاما) قالت: إن التفكير المبالغ فيه في كثير من الأمور التي يمر بها الإنسان في حياته يسبب له الكثير من المتاعب، ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه عن التوقف.

وأضافت عياش لـ"فلسطين": "بالنسبة لي، فإنني إنسانة قلقة بطبعي، ودائمة التفكير حتى في أبسط الأمور التي تحدث معي يوميا، وهذا يصيبني بالأرق والتوتر والعصبية، ويجعلني أقضي أيامي في مزاج متعكر، وفي بعض الأوقات أتجنب مخالطة الناس وأفضل الانعزال والوحدة".

وتابعت: "هذا الأمر أرهقني كثيرا، فقررت التخلص منه بإشغال نفسي بطرق مختلفة، كالتنزه، أو قراءة كتاب، أو محادثة صديقة لي لأبوح لها بما يجول في نفسي، حتى أوقف هذا التفكير المزعج".

تغييرٌ في العلاقات

أما "هناء الصفدي" فقالت: "لا أحد يمكن أن يمنع نفسه من التفكير في أمر يقلقه، أتذكر مرحلة عصيبة مررت بها، حينها كان يشغل عقلي المشكلة التي حدثت معي، ولم أكف عن التفكير بها حتى كدت أُصاب بالهوس، إذ كانت تطاردني الكثير من الأفكار السلبية والسوداوية عن علاقتي بالناس والنقمة على الحياة والمجتمع".

وأضافت الصفدي (35 عاما): "وجدت الحل بالإلحاح على الله بالدعاء، وكذلك قررت قطع علاقتي ببعض قريباتي وصديقاتي اللاتي وجدت أنهن يؤججن تلك المشاعر السلبية في نفسي ويعملن على احباطي".

خطوات للتوقف

وفي ذات السياق، بينت الأخصائية النفسية إكرام السعايدة أن التفكير الزائد يحدث نتيجة وجود مشاغل كثيرة على الإنسان فعلها، ونتيجة لتراكم المهمات المطلوبة منه يتشتت تفكيره ويتجه لأكثر من منحى، لافتة إلى أن أوقات الفراغ تربة خصبة للتفكير الزائد بأمور قد تكون تافهة ولكنها تشغل جزءا كبيرا من تفكير الفرد.

وأوضحت السعايدة لـ"فلسطين" أن التفكير الزائد يؤثر على صحة الإنسان النفسية، وتصل آثاره إلى الناحية الجسمانية، ومن المؤشرات التي تدل على ذلك فقدان الشهية مع مرور الوقت، وظهور الهالات السوداء أسفل العينين.

وأشارت إلى أن تشتت الانتباه وصعوبة التركيز، وعدم إنهاء الأعمال في أوقات محددة، أو استهلاك وقت كبير في إنجاز المهام المطلوبة، ووجود صعوبة في التواصل الاجتماعي، وشرود الذهن تماما، كلها أيضا من آثار التفكير الزائد.

وعن الخطوات العملية للتوقف عن التفكير الزائد، حددت السعايدة عدة نقاط، أولها إدارة الوقت وتوزيع المهام والأنشطة وجدولتها، وإدارة الذات بشكل فعال، والتخطيط الجيد للحياة ليتم ملء وقت الفراغ بأشياء مهمة.

وثاني الخطوات بحسب السعايدة: "خذ قرارًا بالتوقف عن التفكير بإدراك المشكلة وأن الأمور تنحدر نحو الأسوأ طالما استمر التفكير".

وأوضحت: "وثالثا، عليك أن ترفض الأفكار السلبية التي تعرضت لها في حياتك، وضع خطة لمحاربتها، ورابعا اطرد الأفكار السلبية وضع مكانها الأفكار الإيجابية"، مبينة: "الخطوة الرابعة هي أن تمارس هواياتك ومواهبك، وحاول أن تملأ فراغك بأشياء مثمرة لتكون مصدر سعادة لك وللآخرين، وأخيرًا عليك بالفضفضة عما يجول داخلك، فهي تساعد على طرد الأفكار السلبية، ولكن بشرط أن يقوم الفرد بانتقاء الأشخاص المساعدين وليس المثبطين".