فلسطين أون لاين

"مروج الغزلان".. رئة يطوّقها الاحتلال كالحبل يلتف حول العنق!

...
قلقيلية - مصطفى صبري

ينتاب أهالي قرية مسحة جنوب قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة الخوف على ما تبقى من أراضيهم في منطقة "مروج الغزلان"، من استهدافٍ يخطط له الاحتلال بالاستيطان والتجريف، كونها متنفسهم الوحيد بعد إحاطتهم بجدار الفصل العنصري، وقطع قناة التواصل الجغرافي بين القرية المحاصرة وتلك المنطقة.

"فلسطين" التقت المزارع سميح إسماعيل العامر (59 عاما)، الذي تحدث عن أهمية هذه المنطقة، ومحاولة الاحتلال القضاء عليها وضمها للمستوطنة القريبة، وطرد المزارعين منها، قائلا: "المنطقة تقع إلى الغرب من أراضي قرية مسحة التي شطبها الجدار العنصري وحولها إلى منطقة معزولة يتم الدخول إليها عبر بوابة أو الالتفاف مسافة 12 كم من جهة قرية عزون عتمه جنوب قلقيلية".

وأضاف العامر: "هذه المنطقة مساحتها 800 دونم، وعين المستوطنين عليها، وجيش الاحتلال يدمر باستمرار البنية التحتية لشبكة الري فيها، حتى أصبح المزارع في حربٍ يومية في هذه المنطقة، فالبئر الارتوازية الوحيدة وهي بئر "الشلة" تُحارب من خلال منع ربطها بالكهرباء، في ضوء ارتفاع أسعار المياه فيها لاعتمادها على الديزل في عملية التشغيل، بالرغم من ضعف الكمية المستخرجة منها؛ وذلك لمنع الاحتلال زيادة العمق الوجداني بين المواطنين ومنطقتهم وإجبارهم على الرحيل".

تدمير ونكبة

أما المزارع هاني العامر (61 عاما)، يقول: "جيش الاحتلال دمر خط مياه في المنطقة بلغت تكلفته أكثر من 50 ألف شيكل؛ لمنعنا من الاستمرار في زراعة القطع الزراعية داخل منطقة مروج الغزلان، وبالرغم من هذا التدمير لشبكة الري إلا أننا لن نغادر المنطقة ونرحل عنها".

وناشد كل الجهات "حتى تقف معنا في هذه النكبة الجديدة، فكل إجراءات الاحتلال وجرافاته تهدف إلى منعنا من الاستمرار في البقاء داخل منطقة مروج الغزلان التي تعتبر رئة أهالي القرية والقرى المحيطة، فيما مستوطنة "القناة" تحاول ضمها وتزحف إليها وتطوقها كالحبل يلتف حول العنق".

المهندس الزراعي رائد بغدادي، يقول لـ"فلسطين": "المناطق الزراعية بجانب المستوطنات أصبحت بشكل عام من المناطق المستهدفة من قبل مجلس المستوطنات وجيش الاحتلال، ومنطقة مروج الغزلان الواقعة بين قرية مسحة وعزون عتمة جنوب قلقيلية مزروعة بأشجار الحمضيات والزعتر والعديد من الدفيئات الزراعية، وهذا الإعمار للأرض يقلق المستوطنين وجيش الاحتلال".

وأوضح أن الاحتلال يعتبر الزراعة العدو اللدود للمستوطنين؛ كونها تحد من أطماعهم لتواجد المزارع الفلسطيني فيها، مؤكداً أن المزارع يدفع ثمناً باهظاً جراء استمرار بقائه في هذه الأراضي المحاصرة بالجدار والاستيطان والتهديد بالمصادرة".

واستطرد بغدادي أن الاحتلال يهدف بمحاصرة منطقة مروج الغزلان إلى منع المزارع من الاستفادة من المياه الجوفية، لمصادرة الأرض والمياه معاً.

أمل المزارعين

ويرى المزارع عز الدين عامر أن وجود بئر ارتوازية، يطلق عليها بئر "الشلة" هي أمل المزارعين في تلك المنطقة بالرغم من محاصرة الاحتلال لها ومنع أي تطوير فيها، فهي التي تزود المزارعين بالمياه لبقاء مزروعاتهم على قيد الحياة، وزراعتها على مدار العام وخصوصا في فصل الصيف.

أما المزارع سعيد الشلبي فقد تحدث عن معاناة المزارعين، قائلا: "نحن هنا في حالة صمود وثبات لا توصف، فالمزارع يضطر إلى دفع الكثير حتى تبقى دفيئته أو نبات الزعتر موجوداً، فهي وسائل تحدٍّ وثبات".