وصف رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، الموقف الرسمي الفلسطيني والعربي إزاء ما يحدث في مدينة القدس والمسجد الأقصى بأنه ضعيف جداً مقارنة مع حجم الأخطار والجرائم التي ترتكب من قبل سلطات الاحتلال في حقهما.
وقال خاطر لصحيفة "فلسطين" أمس: "إنه لا يوجد تطوير في الموقف الفلسطيني والعربي بل هناك تراجع في هذا الموقف وتراخٍ بشكل كبير"، لافتاً إلى أن هذا الموقف في الوقت الحالي يتحول إلى نظام روتيني كلما تم الإعلان عن جريمة جديدة ترتكب بحق المسجد الأقصى.
وأضاف: "في الانتهاكات والاقتحامات التي تمارس في حق المسجد الأقصى نجد ردود فعل روتينية مكررة ليس فيها أي إضافة جديدة ولا نبرة الغضب التي كنا نسمعها قبل عقدين من الزمن".
ولفت إلى أن هذه المواقف أصبحت مجرد ردة فعل دون أي مشاعر أو مسئولية؛ الأمر الذي أصبحنا نرى آثاره الخطيرة في ممارسات الاحتلال وهو يفهم هذه اللغة فهمًا خاصًا به وكأن هناك ضوءًا أخضر لمواصلة جرائمه.
وأوضح بأن الاحتلال في ظل هذه الردود الضعيفة أصبح مطمئنًا تماماً لا يخشى من أية عواقب أو مواقف، وليس لديه حتى احتمالات للخروج على هذه المواقف، التي لا تكاد تتجاوز خبرا بسيطا في الإعلام.
وتابع قوله: "حتى أن هذه المواقف الضعيفة أصبحت مألوفة في الذهنية العربية والإسلامية، وأصبحت الشعوب العربية تألف هذه النغمة الروتينية والهزيلة في هذه المواقف، وكأنها شيء عادي".
ونوه إلى أنه مهما فعل الاحتلال فليس هناك تغيير أو تطوير في هذه المواقف وكأنها مجرد شعور بأداء المسئولية في أبسط أشكالها أنه عند هذا الحد، وكأن أصحاب المسئوليات يعتبرون أنفسهم أصبحوا معفيين من المسئولية إزاء القدس والمسجد الأقصى.
[title]رؤية استراتيجية
[/title]
وقال خاطر: إن الاحتلال ماضٍ في رؤية واستراتيجية وخطة واضحة يريد من خلالها الوصول إلى الهدف في بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، ويريد تهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها العربية والإسلامية.
وأردف: "هذا الهدف الاستراتيجي يسير الاحتلال نحوه بخطى واضحة وسريعة ولا يوجد من يعيق خطواته أو يربكه على المستوى الرسمي العربي والفلسطيني، لكن ما يزعج الاحتلال في هذه العملية هو موقف المقدسيين المرابطين في المدينة المقدسة".
وبين أن التفاعل الذي يبديه المقدسيون مع جرائم الاحتلال هو الذي أدى إلى اندلاع الانتفاضات المتواصلة، مؤكداً أن الذين يشكلون حزام الأمان للمسجد الأقصى والمدينة المقدسة ليست المواقف الرسمية العربية وإنما الموقف الشعبي في مدينة القدس.
وأشار إلى أنه رغم الإمكانيات المعدومة على المستوى المادي والاقتصادي وغيرها من المستويات إلا أنهم يمتلكون الإرادة والصمود، وهم يقومون بهذا الدور منذ سنوات طويلة حتى اليوم، وينتظرون المشاركة العربية والإسلامية في هذه المعركة.
وقال: "العرب والمسلمون الرسميون والشعبيون ليس لديهم مشاركة فيما يتعلق بالقدس والمقدسات، هذه هي الحقيقة الكبرى المرة؛ الذين يحابون ويرابطون هم فقط المقدسيون ويتحملون أعباء ثقيلة جداً لأداء هذه المهمة".
وشدد على أنه لا يمكن أن تقبل هذه المخططات الهائلة والخطيرة المدعومة بهذه الإمكانيات الكبيرة أن تقاوم بإمكانيات المقدسيين المعدومة فترات طويلة من الزمن، قائلاً:" لا بد أن يكون هناك نهاية لهذا الدور السلبي العربي والإسلامي قبل أن نرى فيه الحاخامات والمستوطنين في صورة من يدخلون ويخرجون إلى مقدس يهودي".
ونوه إلى أن الإجراءات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال قصرت المسافة بشكل كبير.. العائق الوحيد ليس الخوف من العرب والمسلمين ولا المجتمع الدولي، فقط المقدسيون هم الذين يشكلون العقبة الوحيدة في وجه الاحتلال.
وختم خاطر قائلاً: "إذا استطاع الاحتلال أن يتخطى هذه العقبة فإن الأمور ستنتهي بكارثة حقيقية بأن يكون الأقصى مقدسًا دينيًا أو هيكلًا للاحتلال الإسرائيلي".