يعتقد البعض أن حب القراءة إنما هو شيء فطري. فلربما كان الطفل منتمٍ لعائلة تحب القراءة أو اعتاد أهله على القراءة اليومية لأبنائهم الصغار أو وجود عوامل أخرى كأن تكون لديهم جينات وراثية لحب الكتب وإدراكهم لسحر ومتعة الكتب في سن مبكرة.
لكن هذه الأسباب كلها مجتمعة ليست بصحيحة، إذ أن معظم محبي القراءة كان لديهم آباء وأمهات قاموا بخطوات وأعمال محددة تنمي حب القراءة لدى أبنائهم، هي إجراءات وخطوات منطقية ميسرة تجعل من طفلك قارئا بينه وبين الكتاب علاقة حب.
فعلى الأطفال أن يكتسبوا حب القراءة ليصبحوا قراء ممتازين، فإن أحبوها فسيمضون وقتا طويلا في القراءة.
فالقراء الشغوفين لديهم حس لغوي أفضل، فيتحدثون بشكل أفضل ويكتبون بشكل أفضل ويغدو سلوكهم أفضل، فهي توسع الحصيلة المعرفية لديهم مما يجعل تعلمهم أسهل.
إن ملكة القراءة تمكّن الأطفال من تحمل الصدمات والمشكلات الشخصية دون تأثر مستواهم الدراسي، إذ أنهم يستطيعون المتابعة بقليل من وقتهم وطاقتهم على عكس غيرهم، فإن أية أزمة أو صدمة كافية للقضاء على إمكانات الطفل غير القارئ .
عدا عن كون قراءة الطفل بشغف تمنحه القدرة على التخيل وبعد النظر، فبعد أن يرى الحياة من خلال وصف الكثير من الكُتّاب لها يكتسب عدة طرق للنظر في المواقف ويرى عدة جوانب لمختلف الأمور.
القراءة تعوّد الطفل العطف والمحبة، مما يُمكّنه من فهم وجهات نظر الآخرين، نقصد بذلك "الذكاء العاطفي"، لأن القراءة تكشف للطفل حياة ألوف الشخصيات المختلفة، فيفهم منها أنماط الشخصيات وتعقيداتها.
الأطفال القراء أعجوبة في خيالهم وطموحهم، فهم يطلعون على عالم مليء بالفرص فقد يقرأ طفلك قصة تثير فيه حب الطيران فمهما كان عالم الطفل محدودا فالقراءة تجعله ينطلق لعوالم لا حدود لها .
فكيف ننمي لدى أطفالنا حب القراءة عبر خطوات موجهة مقننة محددة ليكتسبوا فوائدها؟
قبل كل شيء: