فلسطين أون لاين

​طفلي في حضن الكتب

يعتقد البعض أن حب القراءة إنما هو شيء فطري. فلربما كان الطفل منتمٍ لعائلة تحب القراءة أو اعتاد أهله على القراءة اليومية لأبنائهم الصغار أو وجود عوامل أخرى كأن تكون لديهم جينات وراثية لحب الكتب وإدراكهم لسحر ومتعة الكتب في سن مبكرة.

لكن هذه الأسباب كلها مجتمعة ليست بصحيحة، إذ أن معظم محبي القراءة كان لديهم آباء وأمهات قاموا بخطوات وأعمال محددة تنمي حب القراءة لدى أبنائهم، هي إجراءات وخطوات منطقية ميسرة تجعل من طفلك قارئا بينه وبين الكتاب علاقة حب.

فعلى الأطفال أن يكتسبوا حب القراءة ليصبحوا قراء ممتازين، فإن أحبوها فسيمضون وقتا طويلا في القراءة.

فالقراء الشغوفين لديهم حس لغوي أفضل، فيتحدثون بشكل أفضل ويكتبون بشكل أفضل ويغدو سلوكهم أفضل، فهي توسع الحصيلة المعرفية لديهم مما يجعل تعلمهم أسهل.

إن ملكة القراءة تمكّن الأطفال من تحمل الصدمات والمشكلات الشخصية دون تأثر مستواهم الدراسي، إذ أنهم يستطيعون المتابعة بقليل من وقتهم وطاقتهم على عكس غيرهم، فإن أية أزمة أو صدمة كافية للقضاء على إمكانات الطفل غير القارئ .

عدا عن كون قراءة الطفل بشغف تمنحه القدرة على التخيل وبعد النظر، فبعد أن يرى الحياة من خلال وصف الكثير من الكُتّاب لها يكتسب عدة طرق للنظر في المواقف ويرى عدة جوانب لمختلف الأمور.

القراءة تعوّد الطفل العطف والمحبة، مما يُمكّنه من فهم وجهات نظر الآخرين، نقصد بذلك "الذكاء العاطفي"، لأن القراءة تكشف للطفل حياة ألوف الشخصيات المختلفة، فيفهم منها أنماط الشخصيات وتعقيداتها.

الأطفال القراء أعجوبة في خيالهم وطموحهم، فهم يطلعون على عالم مليء بالفرص فقد يقرأ طفلك قصة تثير فيه حب الطيران فمهما كان عالم الطفل محدودا فالقراءة تجعله ينطلق لعوالم لا حدود لها .

فكيف ننمي لدى أطفالنا حب القراءة عبر خطوات موجهة مقننة محددة ليكتسبوا فوائدها؟

قبل كل شيء:

  • اجعل هدفك من تعليم الأطفال هو تحبيبهم في القراءة، فالأطفال الذين ولا يحبوا القراءة يكتسبون قدرا قليلا من التعليم، ونتائجهم الدراسية ضعيفة، على عكس الأطفال الذين يحبونها، فهم يكتسبون قدرا كبيرا من التعليم حتى بوجود مدرسين أقل كفاءة ومدارس ضعيفة.
  • حدد وقتا للقراء ، ولا توجههم للكتب التي لا يرغبوا بها، بل ابحث عن الكتب التي يحبها أطفالك، وبادر بإيجاد مادة القراءة، وللعلم فالمكتبات لدينا تضج بأنواع غاية في الجمال والمتعة من قصص الأطفال، فلقد تنافست دور النشر على صياغة ورسم محتوى قصص وكتب الأطفال، وتنافست المكتبات بدورها على عرضها للأهل والأطفال لاقتنائها، وكثير من مكتباتنا بقطاع غزة تقوم بعمل عروض لتشجيع الأهل، حتى مكتبات البلدية في كل محافظة، وتوجد مراكز تسمح بنظام الإعارة إن كنت لا تود شراءها أو لا تسمح الظروف الاقتصادية بذلك.
  • أكثِر من اصطحاب أطفالك لهذه المكتبات، فمعظم الأطفال الصغار يحبون المكتبات، ولربما يركضون ويلعبون بين ممراتها، وأؤكد لك أنه من السهل أن تجد فيها كتابا يحبه طفلك ويتعلق به.
  • ولا تنسَ أن تخصص وقتًا لأطفالك كي تقرؤوا القصص معا، فهذه متعة أخرى لا أنساها.