كان يحدث معي في أواخر كل عام، أي بشهر ديسمبر تقريبا، أن أقوم بعملية الجرد للكتب التي قرأتها، وتكون دون الهدف الذي دونته في أول أجندة العام.
كان يُعد هدفا كبيرا صعبا، كأن أقرأ مائة كتاب مثلا كهدف كبير يُسطر.
لكني وبعدما قمت بتجزئة الهدف الكبير لأهداف صغيرة، تحققت حسب نظام "قشة بقشة يبني الطائر عشه"، فنحن حينما نفكر بالأهداف الكبيرة نظلمها بمقارنة غير عادلة مع ما يمكننا فعله يوميا من أهداف صغيرة تتكاثر نتائجها مع الاستمرار.
فعشر دقائق من القراءة لن تجعلك مثقفا ولكن قد تتفاجأ بنهاية العام بعدد الكتب التي قرأتها والمعلومات التي حصلت عليها.
هذا الأمر وارد مع الرياضة مثلا، وتعلم لغة جديدة أو مهارة كالتريكو والرسم أو النحت أو الطباعة.
بنهاية العام كنت قد قرأت ما يزيد عن مائة كتاب وبدأت بتدوين الملاحظات التي أعجبتني واستحسنتها نفسي، سأذكر واحدة هنا من بعض الكتب لعلك تستحسنها أيضا وتكون إضاءة:
"لا تجبروا أبناءكم على شيء من النوافل فيصبح العمل إرضاء لكم وخوفا منكم لا خالصا لله".. كتاب "هكذا ربانا جدي" لـ"على الطنطاوي". "بعض الأشخاص يمكنك أن تعرف أو تتوقع فائدتهم، ولكن الأكثر لا تتوقع ولا تظن أن لقربهم منك فائدة ولا تدرك ما الأشياء التي يفعلونها لأجلك دون أن تدري".. كتاب "سوار أمي". "ليس الطغيان قصة استفراد الطغاة بشعوبهم فقط، لكنه أيضا قصة استسلام الشعوب لذلك".. كتاب "ليلة سقوط بغداد". "في فن الأيكيدو، يكون النصر الحقيقي في انتصار المصارع على نفسه والسيطرة على قواه الداخلية، سيطر على قواك الداخلية وآثامك تنتصر".. كتاب "أريد أن أعيش". "خوض الصراعات هو الذي يجعلنا أقوى، لو تأملنا حياتنا لوجدنا أننا أفضل بسبب أسوأ ما حدث لنا، نحن مدينون للمصاعب التي تواجهنا، التعثر يربينا للقادم".. كتاب "حديث المساء". "في عمق كل إنسان وداخل كل خلية وحول كل شريان أشياء تعرف الله جيدا وتسجد له وتسبحه، ضع يمين قلبك ما شئت ويساره ما شئت لكن لا تضع أمامه إلا مرضاة الله وحب الله ومراقبته".. كتاب "لأنك الله". "إن كنت مهموما ففظاظتك لن تخفف همك، وإن كنت مديونا فسوء أدبك لن يسد دينك، وإن كنت مريضا فسوء أدبك لن يشفيك مشاكلك وهمومك لك وحدك، تأدب مع الناس واحفظ ما هو لك وأدِّ حق الناس وخصوصا أهلك وأهل بيتك".. كتاب "حديث الصباح".