لا يبدو السير في أزقة البلدة القديمة، فجرا، من أجل الذهاب لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، أمرا مريحا لأهالي مدينة القدس، رغم قدسية الصلاة والمكان.
فالتعزيزات والإجراءات العسكرية الإسرائيلية في محيط البلدة القديمة، وحول الأقصى، تعكر صفو المصلين، عوضا عن أصوات المستوطنين الصاخبة التي تزاحم هدوء الليل وتسابيح وأذكار المصلين أثناء طريقهم لمسجدهم.
ويشير المقدسي الحاج أمين الزغير (70 عاما) إلى إجراءات الاحتلال العسكرية بحق المقدسيين، وشبحهم على الجدران، وتفتيش ملابسهم، وتصويرهم واستفزازهم.
ويستدرك الزغير: "لكن الأمر العجيب أن أعداد المصلين تتزايد يوما بعد يوم بالرغم من اجراءات الاحتلال".
وعلى مقربة من باب السلسلة، يقطن المقدسي ماهر أبو السعود، ويقول: "محطات التفتيش للاحتلال تنتشر في كل مناطق البلدة القديمة، ومن يفلت منها تكون محطة الأبواب المؤدية للمسجد، أصعبها، وأغلب المتواجدين عليها هم قوات من الدروز، ويكون تصرفهم بقصد التعذيب والتنكيل بنا".
فيما رأي المقدسي عصام الكرد (65 عاما) الذي يقطن بلدة راس العامود، أن صلاة الفجر، محطة للعقاب من وجهة نظر سلطات الاحتلال.
وقال الكرد: "وقت صلاة الفجر يتم عقاب المقدسيين .. فمن يأتي بسيارته الى صلاة الفجر ويتقدم إلى باب الاسباط كي يتجاوز الصعود الصعب يتم تحرير المخالفة بحقه من قبل شرطة الاحتلال رغم أن منطقة باب الاسباط تكون فارغة تماما ولا يشكل توقف أي سيارة في المكان أي اعاقة مرورية".
وأكد أن الانتقام من المصلين هو الهدف الأساسي لقوات الاحتلال المنتشرة وقت صلاة الفجر، وقال: "هم لا يريدون قدوم المقدسيين للمسجد الأقصى وقت الفجر بالذات، وهذا نوع من التجفيف الصامت للمسجد الأقصى من قبل شرطة الاحتلال".
بدوره، قال الناشط المقدسي فخري أبو ذياب: إنه "من يريد الصلاة في المسجد الأقصى فجرا .. عليه أن يتوقع كل الإجراءات الأمنية من فحص وتدقيق وتفتيش وضرب واعتقال ومنع من الدخول بدون أي سبب".
وأضاف أبو ذياب: "شرطة الاحتلال تستفرد بالمصلين القادمين من منازلهم في البلدة القديمة وخصوصا الجيل الصغير وحتى الكبار منهم، فمن يذهب الى الأقصى من المقدسيين يسير في رحلة خطيرة على حياته فكل شيء متوقع".
وتابع: "ورغم ذلك هناك اصرار مقدسي على التواجد في صلاة الفجر في الأقصى، ويأتي المصلين من كافة الاحياء المقدسية من خارج البلدة القديمة".
وأكد أن قوات الاحتلال تتعمد التضيق على أهالي البلدة القديمة؛ لإجبارهم على الرحيل منها وإفراغها من أهلها المقدسيين.
وبحسب الناشط، يقطن 32 ألف مقدسي البلدة القديمة، فيما يقيم بداخلها نحو 7 آلاف مستوطن، ويفرضون إجراءات أمنية معقدة حولهم.