تمر الفتاة بمراحل مختلفة خلال حياتها، والفارق الأكبر الذي قد يغيّر كل ما قبله، هو دخولها عش الزوجية، ومن ثم الأمومة، لتكون أمام خيارين صعبين، إما أن تختار الأمومة وتربية الأطفال على حساب حياتها وطموحها في التعليم والعمل، وإما العكس.. هذه المشكلة، يحلّها "التوزان" الذي هو كلمة السر حلّ كثير من المشاكل..
اهتمامات مختلفة
وقال الأخصائي الاجتماعي والنفسي الدكتور إياد الشوربجي: "يسعى الإنسان بكل السبل إلى تحقيق طموحاته، وتختلف الأولويات من شخص لآخر، خاصة عندما يتعلق الأمر بفتاة، والتي ترتبط أهدافها بظروف معينة وأوقات محددة، مثل الدراسة في الخارج، قد لا تتحقق إلا إذا رافقها في سفرها شقيقها".
وأضاف: "بعد الزواج، تبدأ الفتاة مرحلة جديدة من حياتها، مختلفة عن كل ما سبق، وبالتالي تختلف اهتماماتها"، متابعا: "كلما كان هدفها قويا، وذا أولوية بالنسبة لها، كلما كانت أكثر قدرة على تحقيقه رغم المسؤوليات الجديدة الملقاة على عاتقها بعد زواجها".
وتابع: "قد تواجه الفتاة ضغوطا عائلية أو مجتمعية بعد الزواج تحول دون تحقيق طموحتها، وهنا تجد نفسها بين خيارين، فإما أن تقاتل حتى النهاية، وإما أن تتنازل عن ذاتها وعن طموحها استجابة لتلك الضغوط".
وأوضح: "على سبيل المثال، قد يكون الزوج معارض لعمل المرأة، أو رافض لاستمرارها، فيمنعها من تحقيق أحلامها بالضغط والإكراه"، لافتا إلى أن "تفاصيل الحياة الجديدة من أبناء ومسؤولية منزل، تضفي على حياتها أولويات جديدة، وبالتالي تثبيط همتها.
وأكد: "كلما كانت رغبة الفتاة في تحقيق ذاتها قوية، كلما منحتها فرصة أكبر للتقدم في حياتها والموازنة بين اهتماماتها وأولوياتها، وإن ذلك من شأنه أن يزيد من الضغوطات والأعباء عليها".
مساعدة الأسرة
وبيّن الشوربجي: "قد تضطر الأم للتضحية ببعض هذه الأولويات، في سبيل تحقيق بعض التقدم في طموحاتها، ولكنها لن تستطيع أن تنجز ما تريده بكفاءة عالية بسبب تشتت اهتماماتها، وإن لم تنجح تضطر للتنازل عن كل شيء، وتبدأ في التأقلم مع معطيات الزواج والحياة الجديدة وما نتج عنها من أبناء ومسؤوليات جديدة، دون الالتفات لطموحها الشخصي".
وأكد على أن التوازن هو الحل، فعلى السيدة أن توازن بين طموحاتها الشخصية، وبين مسؤولياتها كزوجة وأم، وقد تتنازل عن بعض الأمور لصالح أخرى، حسب حالتها، وبذلك لن تكون الأمومة ليست عائقا في طريقة الطموح.
ونبه إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأمهات تضطر للعمل أو استكمال دراستها بعد الزواج بهدف توفير حياة أفضل لأسرتها بسبب ضيق الأوضاع المالية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني عموماً.
وقال إن ضمان أمن الأسرة واستقرارها يُعدّ من أهم الأسباب التي تبيح للمرأة بعض ما يرفضه المجتمع العربي أحيانا، كالعمل، وهو ما يفتح أمامها المجال لتساعد عائلتها من جهة، وتحقق طموحها وتطور من نفسها من جهة ثانية.