الفلسطينيون في مدينة يافا مع حملات التهجير والتهويد لما تبقى من أحياء فلسطينية لا يتخلون عن واجبهم تجاه المسجد الأقصى بشد الرحال إليه على مدار أيام العام، للرباط فيه وحمايته من التهويد ومخططات التقسيم الزماني والمكاني.
محمود أبو عبيد ناشط يافاوي تحدث لـ"فلسطين" عن التزام أهالي يافا في حماية المسجد الأقصى بشد الرحال إليه، قال: "منذ النكبة عملت مؤسسة الاحتلال الرسمية على طمس معالم يافا التاريخية، فقد كان عدد سكانها قبل النكبة ما يقارب مئة ألف مواطن، وكانت أهم مدينة في المنطقة بكل المجالات، ومع مرور قرابة سبعين عامًا تناقص عدد أهالي يافا تناقصًا كبيرًا جدًّا، فوصل إلى 18 ألف مواطن من المسلمين وألفين من المسيحيين في عدة أحياء محاصرة".
وأضاف عبيد: "نحن في يافا ترجمنا الأقوال إلى أفعال، فنحن أول من نظم مسيرة السير على الأقدام نحو المسجد الأقصى، وأصبحنا بهذه المبادرة قدوة لكل المناطق، كما أننا سيرنا رحلة الدراجات النارية من يافا إلى المسجد الأقصى، وقد هجمت الشرطة الإسرائيلية على المشاركين لإرهابهم ومنع مواصلة الرحلة، ونحن كنا أول من انتفض لنصرة المسجد الأقصى في تموز الماضي في قضية البوابات الإلكترونية، ورابطنا قبالة المسجد الأقصى، تحديدًا قرب باب الأسباط، فأهالي يافا يقومون بواجبهم تجاه المسجد الأقصى بدافع الارتباط العقدي بأولى القبلتين، فضلًا عن شد الرحال اليومي إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه الصلوات الخمس".
وتابع قائلًا: "الكيان العبري لم ينجح في نزع العلاقة بيننا وبين المسجد الأقصى بكل وسائل الطرد والتهويد؛ فأهالي يافا محاصرون في حي العجمي والجبلية والبلدة القديمة وحي ارشيد، فهم نجحوا في خنقنا جغرافيًّا، ولم ينجحوا في انتزاع حبنا للمسجد الأقصى، ومن يافا تخرج المبادرات لنصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس بوجه عام، أيضًا أهالي يافا يتفاعلون مع قضايا مستجدة، كقضية حصار غزة، والحروب التي شنت على أهلنا هناك".
ورأى عبيد أن مهمة أهالي يافا نحو المسجد الأقصى غير قابلة للمساومة أو الابتزاز، مع أنهم يعاقبون نتيجة ارتباطهم المصيري بالمسجد الأقصى ومدينة القدس، فهناك سياسة فرض الضرائب الباهظة، والزج بمشاريع استيطانية داخل الأحياء الفلسطينية المتبقية، بمناقصات لجمعيات استيطانية تنشط بيافا ولها نشاطات أيضًا في القدس.
وتابع قائلًا: "من العقوبات التي تفرض علينا منع الترميم لمنازلنا ومنع البناء الجديد إلا بشروط تعجيزية، ومساومتنا لترك المدينة التاريخية مقابل قطع من الأراضي البديلة خارجها، ومع كل هذه الإجراءات يرفض أهالي يافا التخلي عن منازلهم والأحياء التاريخية، كما يرفضون إرهاب المؤسسة الأمنية التي تفرض قيودًا على المتوجهين إلى المسجد الأقصى، وتحقق معهم باستمرار".
محمد دريعي رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة قال لـ"فلسطين": "مدينة يافا هي بوابة القدس تاريخيًّا، فمن كان يأتي القدس عبر البحر يجب أن يمر من مدينة يافا وينطلق منها، وهناك شارع في يافا يطلق عليه شارع يافا القدس مازال موجودًا، وأهالي يافا ينتشرون كل جمعة في مساجدها السبعة وقت الفجر، يشجعون الأهالي على الصلاة في المسجد الأقصى والرباط فيه، وهناك نهضة في مدينة يافا غير موجودة بمدن فلسطين كلها، تتمثل بوجود عدد كبير من المصلين الشباب في صلاة الفجر، وهذا يرفد المسجد الأقصى، فصلاة الفجر وحدها المليئة بالمصلين ترفد المسجد الأقصى ومدينة القدس، وبعد إعلان ترمب قراره نظمت ضده فعالية ضخمة في مدينة يافا أزعجت المؤسسة الإسرائيلية".
وأضاف: "أهالي يافا بوجودهم الكثيف في صلاة الفجر يتحدون مقولة غولدا مائير رئيسة وزراء الاحتلال السابقة: "الفلسطينيون إذا ما التزموا بصلاة الفجر كصلاة الجمعة فعليكم الحذر منهم وقتها"، وهذا ما نفعله اليوم لنقول لقادة الكيان العبري: إن أهالي يافا جزء هام من فلسطين ومن المسجد الأقصى، ولن يستسلموا لمخططاتكم التهويدية بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس".
وأكمل الشيخ دريعي قائلًا: "مدينة يافا بأهلها حامية للمسجد الأقصى، وما زلنا ننفذ فعاليات نصرة للمسجد الأقصى؛ فقد نظمنا مهرجان الأذان عندما حاول الاحتلال منع الأذان في مساجد فلسطين والمسجد الأقصى، وكان هذا المهرجان الأداة التي دقت جدران الخزان بقوة وحذرت من مخطط إسكات الأذان مقدمة لاستهداف المساجد، وفي مقدمتها المسجد الأقصى".