فلسطين أون لاين

​معرضٌ ضمن "مراكز العائلة"

"غرزة ولون".. نواةٌ لمشاريع بلمسات نسوية

...
غزة - صفاء عاشور

تتجول في أرجاء المكان، فتجد تحفًا مصنوعة بأيدي بعض النساء اللواتي يتفنن بعرض مشغولاتهن اليدوية، تلك المشغولات التي أخذت من أوقاتهن ما أخذت، ولكنها أُنتجب بحب، فهناك الشال الأسود المطرز بخيوط الحرير الحمراء، وفساتين الفتيات المغزولة بألوان الصوف الوردية والصفراء. هذا الجمال، استعرضته النسوة أثناء مشاركتهن في معرض "غرزة ولون"، الذي أقامه مركز العمل التنموي "معا"، الخميس الماضي في مركز رشاد الشوا الثقافي، ويستمر حتى يوم غد الأحد، وذلك ضمن مشروع "مراكز العائلة"، الهادف لتعزيز القدرة الذاتية والتعامل بشكل أفضل مع الأزمات من خلال توفير مهارات الحياة.

كل يوم جديد

ممن عرضن إبداعاتهن في المعرض، "هالة أبو الروس"، من مخيم البريج وسط قطاع غزة، والتي لم تفتأ تتنقل بين مشغولاتها الصوفية التي غزلتها خلال الفترة الماضية، لتجيب عن تساؤلات النسوة الراغبات بالاستفسار عما تعرضه.

أبو الروس، أحبت منذ الصغر" غرزة اليد" التي تنتجها الصنارة، وقررت أن تترجم حبها إلى شيء ملموس، وهو ما تم بالفعل، فبعد أن انتهت من دراستها للثانوية العامة، تلقّت التدريب ضمن مشروع مركز العائلة في البريج.

وقالت لـ"فلسطين": "حصلتُ على تدريب كامل في جميع أنواع الغرز، لكي أصنع المشغولات الصوفية واستمر التدريب لمدة ستة شهور، كنت وقتها سعيدة للغاية بفعل أجواء التدريب المميزة، ولأنني أتعلم كل يوم شيئًا جديدًا أحبه بشدة".

وأضافت: "التدريب كان رائعا، إذ سادته أجواء إيجابية رغّبت المتدربات بالاستمرار في عملهن وتطويره، وهو ذات السبب الذي شجعني على المضي قدما في تطوير نفسي وتعلم كل جديد".

وأشارت إلى أنها بعد الانتهاء من مرحلة التدريب، بدأت في إنتاج بعض المشغولات الصوفية لأقاربها، ولمن يطلب منها من زبائن تعرفوا عليها عبر التواصل العائلي ومن خلال الأقارب، لافتةً إلى أن الظروف المادية والاقتصادية جعلتها غير قادرة على تسويق منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبّرت هالة عن حلمها بأن يكون لها محل خاص تعرض فيها أعمالها من المطرزات المختلفة، وأن تكون قادرة على تجهيز كافة الاحتياجات المطلوبة لتسليم أعمالها بشكل نهائي دون الحاجة لأي مساعدة خارجية.

تعلم وتدريب

رغدة أبو سليمة، من محافظة رفح، عرضت منتجاتها في المعرض، ليس هذا وحسب، بل أيضا شاركت بما أنتجته الفتيات اللواتي درّبتهن على مدار السنوات الماضية، وهي تُنتج بنفسها، وتدرّب غيرها، مستفيدة من تخصصها الجامعي.

وقالت لـ"فلسطين": "درست تخصص الاقتصاد المنزلي في جامعة الأقصى، وطبعا لهذا التخصص علاقة مباشرة بالأعمال اليدوية والتطريز والمشغولات الصوفية وغيرها من الأعمال اليدوية".

وأضافت: "رغبت في تطوير قدراتي، وعدم التوقف على تخصصي الجامعي، فانضممت لمراكز العائلة، وحصلت فيها على عدة دورات، ومن ثم بدأت بتدريب الفتيات في كثير من الجوانب في مراكز البرامج الشبابية".

وبينت أن مشاركتها في مشروع مراكز العائلة جعلتها على تواصل مع الكثير من الراغبين بتعلم هذه الفنون، والساعين للاستفادة من تعلم التطريز والمشغولات الصوفية من خلال جعلها مصدرا دخلا خاصا بهم.

ولفتت إلى أن كثيرا من النساء اللواتي تلقين التدريب في مراكز العائلة، أصبح لديهن مصدر دخل خاص بهن، واصفة ذلك بأنه "أمر جميل، وهدف من أهداف المراكز التي تسعى لتمكين النساء في قطاع غزة، في مختلف المجالات النسوية".

دعم النساء

في السياق ذاته، قالت المسؤولة عن المعرض نعيمة معبد: إن "مشروع الحرف اليدوية في المناطق الثلاث التابعة لمركز العائلة (البريج والنصيرات ورفح) يعمل على تقديم الدعم العائلي والنفسي والتثقيف الصحي والاجتماعي للسيدة، لتصبح مستقلة في المستقبل"، مضيفة أن هذا المعرض مخصص لتسويق ما أنتجته وتدربت على صنعه النسوة المشاركات فيه، بعد تدريب حصلن عليه، على مدار ستة أشهر في مراكز العائلة.

وتابعت في حديث لـ"فلسطين": "المشروع يركّز على الجانب النفسي بطريقة غير تقليدية، أي عن طريق تعليم المرأة حرفة ".

وتحصل السيدات، في مراكز العائلة، على تدريب مجاني لمدة ستة شهور على بعض الأعمال اليدوية، مثل التطريز الفلاحي، والخياطة وصناعة الإكسسوارات.