فلسطين أون لاين

أحمد جرار.. شهيد "جنين" أنهى آخر امتحاناته بـ"العلامة الكاملة"

...
الشهيد أحمد إسماعيل جرار
​جنين-غزة/ يحيى اليعقوبي

"وادي برقين" غرب جنين شمال الضفة الغربية هي منطقة لا تتجاوز مساحتها كيلو متر يعيش فيها آل جرار التي تعد كبرى عائلات مخيم جنين الذي ارتبط اسمه بمعاني البطولة والفداء، فمن تلك العائلة والمكان خرج الشهيد نصر جرار أحد قادة كتائب القسام، الذي اغتالته قوات الاحتلال باشتباك مسلح في بلدة طوباس بعد محاصرة منزل كان يتحصن فيه مع مجموعة من القسام عام 2002.

مساء أول من أمس، كان الشر الإسرائيلي يحاك لأفراد هذه العائلة. كان الشقيقان محمد وأحمد إسماعيل أبو جرار يتسامران حول أمور الحياة خلال تمشيهما قرب منزلهما، حتى أخبر أحمد شقيقه محمد عن رغبته في الذهاب إلى منزل عمه الذي يبعد عنه نحو 50 مترًا لغرض ما. أوصى محمد شقيقه أحمد بعدم التأخر وعاد هو إلى منزل العائلة.

يقول محمد خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين": "ما إن اقتربت من الوصول إلى المنزل حتى رأيت قوات خاصة إسرائيلية ذاهبة إلى منطقة بيت عمي ومعهم آليات وجرافات وبعد دقائق سمعت أصوات اشتباكات حينما أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة والنصف مساءً".

"حتى تلك اللحظة لم أكن أعلم ما حدث مع أخي هناك"، يتعجب شقيق الشهيد من المشهد فقبل دقائق كان يتمشى مع شقيقه دون وجود أي ملامح لشر قادم. وبعد أن هدأت الاشتباكات التي انتهت في الساعة الخامسة من فجر يوم أمس، انتهى هجوم الاحتلال الدموي على "وادي برقين" مخلفًا وراءه نبأ استشهاد أحمد أبو جرار.

استدعى ضباط مخابرات الاحتلال محمد شقيق الشهيد، وأخبره أحدهم أن شقيقه أطلق النار على جنديين وأصابهم قبل أن تقتله نيران الاحتلال.

تعجب شقيق الشهيد وقال: "لقد تركت أخي ذاهبًا إلى بيت عمه دون سلاح، فكيف حدث الاشتباك؟".

يعتقد محمد شقيق الشهيد أن ضباط الاحتلال يحاولون تبرير الجريمة التي ارتكبتها قواته بحق شقيقه الذي لا يعلم إن كان قد شارك في الاشتباك من عدمه.

وعلى أي حال، يبدي محمد فخره بشقيقه الشهيد أحمد الذي أنهى آخر امتحاناته الجامعية في العلوم المالية والمصرفية من جامعة القدس المفتوحة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

ويكمل: "كان أحمد يدرس ويعمل في مجال الكهرباء أو على الجرارات والشاحنات ويكمل دراسته وكان ذلك سببًا في تأخر إكمال البكالوريوس نظرا لانشغاله في العمل".

ويؤكد أن شقيقه لا يعمل في أي جهاز أمني تابع للسلطة الفلسطينية فهو عامل وخريج فقط، مشيرًا إلى أن شقيقه سجن لدى السلطة عدة مرات كان آخرها قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، واعتقل 14 يومًا لدى جهاز الأمن الوقائي.

يقول محمد إن شقيقه كان "صاحب شخصية قوية وملتزم دينيًا، لديه انتماء عالٍ لبلده ووطنه، وصاحب أخلاق عالية يعرف بها بين أوساط سكان منطقته، يحبه الآخرون ويتمتع بعلاقات اجتماعية وعائلية حسنة".

بنبرة صوت بدى عليها الحزن على استشهاد ابن شقيقه يتساءل العم حاتم جرار 70 عامًا الذي دار الاشتباك حول منزله، قائلًا: "حينما يجرح أي إسرائيلي فإن الاحتلال يقيم الدنيا ولا يقعدها.. لكن عندما يقتلون شابًا فلسطينيًا فلا أحد يحرك ساكنًا".

ويقول جرار لصحيفة "فلسطين": "جميع عائلة جرار تعيش بنفس المنطقة بضواحي جنين، كان هجوم قوات الاحتلال بهذا الشكل والحجم مفاجئًا لنا، إذ استخدم فيه الرصاص والقذائف الصاروخية وخلف ثلاثة منازل مهدمة تعود لأشقائي".

"صعقنا بخبر استشهاد أحمد، لأنه لم يكن له أي نشاطات سياسية أو فصائلية" يقول عم الشهيد، ثم يتابع: "أمضى الشهيد حياته مكافحًا في هذه الحياة كان شابًا عاديًا طبيعيًا، لم يطلبه الاحتلال لأي مقابلة ولم يعتقله كذلك، ولم يشارك بأي التحام مع الاحتلال.. لذلك ما زالت طريقة استشهاده محيرة لنا كعائلة".

وفي التاسع من يناير الجاري 2018 نفذ مقاومون عملية دقيقة وسريعة استهدفت حاخامًا مستوطنًا من مستوطنة "جلعاد" على طريق تل–صرة قرب مدينة نابلس أدت لمقتله، ويتهم الاحتلال أحمد نصر جرار ابن عم الشهيد، الذي ما زال يبحث عنه ، بالمسؤولية عن الهجوم.