فلسطين أون لاين

​متى تكون الصدقة في العلن؟

...
غزة - صفاء عاشور

لا يزال صدى حملة "سامح تُؤجر" يتردد، هذا يعلن التنازل عن ديْنه، وذاك يتصدق بالمال، وغيرهما يقدم خدمات مجانية، إلى جانب العديد من أشكال عمل الخير، وهذا كله يتم علنًا بعيدا عن فكرة التصدّق سرّا..

وفي مقابل الفائدة الكبيرة والخير الذي نال الكثيرين من هذه الحملة بعد انتشار الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يرى البعض أن إخفاء الصدقات أولى من الجهر بها، وأن إعفاء الناس من ديونها يُضل أن يتم في السر، وذلك لنيل الثواب الأكبر وللعمل بقول الله تعالى: "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"..

وفق الأولويات

أستاذ أصول الفقه الإسلامي في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، الدكتور ماهر الحولي قال لـ"فلسطين": "حملة سامح تؤجر تمثّل صورة مشرقة تعبر عن أبناء الشعب الفلسطيني وسوف يسجلها التاريخ, وستقرأ عنها الأجيال القادمة لما تدل عليه من إيمان والتزام بعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني".

وعن الأجدر بالصدقة، إخفاؤها أو إعلانها، أضاف: "إخفاء العبادات أو الإعلان عنها يكون وفق الأولويات، والأصل إخفاء الصدقات، ولكن يجوز إظهارها إذا قُصد تشجيع الغير، وإذا أَمِن الشخص على نفسه من الرياء لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى)".

وتابع: "قال العلماء إن في إظهار الصدقة مصلحة شرعية, إن أمن المتصدق على نفسه من الرياء, فالأفضل إظهارها لمن يرجو أن يكون قدوة لغيره في البذل والعطاء, والإنفاق والفوز بالخير والمسامحة وتحفيز الناس على التصدق".

وأوضح الحولي: "واقع قطاع غزة الحالي يجعلنا بحاجة للأسوة والقدوة للناس، وهذا ما قام به بعض التجار والأطباء والمهندسون, وأصحاب المهن مما يأتي في تحقيق مصلحة شرعية، فتصرفهم فيه تحفيز للآخرين على مساعدة الفقراء والمحتاجين وإغاثتهم وتفريج الكرب عنهم".

وأكد أن "الأصل أن يتسابق الناس في الخيرات وإيجاد الأفكار المقرونة بالعمل في تفريج الكربات وستر العورات وإعانة المحتاج".