صدر مؤخرا تقرير حول طبيعة الاستثمارات في الشركات الناشئة عربياً، وكالعادة، فلسطين لم تكن على الخارطة لظروف كثيرة أبرزها الاحتلال وعدم وجود بيئة آمنة للاستثمارات، بينما تصدرت الإمارات والسعودية ولبنان هذه القائمة، وعند الحديث عن الشركات الفلسطينية الناشئة التي حصلت على استثمارات يمكن حصرها باليد الواحدة مثل شركات "ابن بطوطة" و"يا مسافر".
نعرف أن رأس المال جبان، ولكن الصناديق الجريئة عالجت هذا الأمر في توفير استثمارات حتى في الأفكار، في مرحلة قبل البذرة، والبذرة التي فيها يتم بناء المنتج النهائي ومراحل أ، ب، ج التي يكون فيها المنتج أكثر نضجاً، والشركات الناشئة أصبحت عالمية، فهنا فرص الاستثمارات أصبحت أكثر.
في السنوات الثلاث الماضية، تم التركيز على ريادة الاعمال في فلسطين أكثر من خلال اهتمامات الجهات المانحة لهذه المشاريع من دعم الحاضنات والمسرعات والتمويل لبعض المشاريع، ولكن هذا الشيء لم يضعنا بعد على خارطة المشاريع الريادية.
من الدول العربية التي نجحت في توفير بيئة مناسبة للاستشارات في الشركات الناشئة الأردن وذلك من خلال دعم حكومي ومؤسساتي.
وبناء على هذه المؤشرات، فإننا بحاجة إلى دخول هذا العالم المستقبلي الذي يعتمد على منظومة متكاملة تبدأ من بناء استراتيجية وطنية للاستشراف المستقبلي، فعلينا أن نكون جاهزين لهذا العالم من خلال نصيحة أبنائنا بهذه التخصصات (الذكاء الاصطناعي AI، وإنترنت الأشياء IoT والبيانات الضخمة Big Data والتجارة الالكترونية E-Commerceو الحوسبة السحابية Cloud والتكنولوجيا المالية FinTech) التي من شأنها أن تؤهلنا إلى المستقبل من أوسع ابوابه.
عند اختيار أحد التخصصات فإننا نكون أقرب إلى المستقبل، فمثلا اليوم من خلال تحليل البيانات الضخمة تستطيع المستشفيات التنبؤ بالأمراض المستقبلية لأي مريض من خلال تحليل سجله الطبي وهكذا، يمكن تسهيل عمليات الدفع عبر الموبايل بتخصص التكنولوجيا المالية، ويمكن تخزين أكبر حجم من البيانات باستخدام الحوسبة السحابية.
الاستثمار في المستقبل هو الخيار الأفضل والذي يتوفر لدينا في ظل التحديات التي تواجهنا في الوقت الراهن، علينا أن ندعم الاستثمارات للأفكار الريادية التي تدعم دخولنا في المستقبل القريب والبعيد، فعندما نؤهل هذا الجيل إلى هذه المجالات فإننا نصبح قادرين أكثر على مواكبة التطور العالمي والمنافسة.