فلسطين أون لاين

​مرض الأذكياء

"العقل السليم في الجسم السليم"، ما زلت أتذكر هذه العبارة التي غطّت مساحة كبيرة من جدار مدرستي الابتدائية "الفرات"، وكيف إذا تعطل أحد أركان الجسد، لن تكون قادراً لا على العطاء ولا على الإنجاز، بينما إنجازات العالم اسطورة الفيزياء ستيفن هوكينغ اثبتت عكس ذلك، وظل يصارع طوال حياته من مرض التصلب الجانبي الضموري (Amyotrophic lateral sclerosis )، والذي أصابه بالشلل الكامل، وتسبب بتعطيل أغلب أعضاء جسمه، بينما كان دماغه يعمل، فحقق إنجازات علمية كثيرة وألف ثلاثة كتب غيرت مجرى التاريخ.

هذه الإعاقة لم تمنع "هوكينغ" من ممارسة حياته العلمية، واستطاع أن يضع اسمه على خارطة العظماء، بفضل إنجازاته التي خلدها التاريخ.

أطلق الاطباء على مرض "ستيفن هوكينغ" اسم "مرض الأذكياء"، حيث يوجد تسعة أشخاص فقط في العالم يعانون منه، منهم السعودي سلطان العذل الذي يدير ثماني شركات كبرى، يرأس أكثر من عشرة آلاف موظف.

هذه النماذج أعادت لنا تعريف الأشخاص ذوي الإعاقة، ففي دولة الإمارات، أصبح يطلق على المعاقين مؤخرا مصطلح "أصحاب الهمم"، لما حققوه من إنجازات تفوقت على الأصحاء.

هذه التجارب أصبحت تعطينا الدافعية للأمام، فلا شيء مستحيل رغم كل التحديات، فالإنسان يستطيع التغلب عليها، ولديه المقدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي حتى بوجود إعاقة جسدية، المجتمع يلعب دورًا مهمًا في تعزيز ثقة الإنسان بنفسه، من خلال احترام هذه التجارب والاستفادة منها.