تتزاحم الأفكار في مخيلتي.. أفكار جميلة أو ربما مميزة، عن بداية كل يوم أتمنى أن يكون مميزا.. أحب أن أترك فيه بصمة تسعد طالباتي أو أطفالي الصغار..
اليوم الشيق بالنسبة لي هو الذي أنتظر مجيئه وحدوث ما خططت له لأشعر بالسعادة الغامرة.
هكذا هو يومي.. أتوق لإحداث شيء جديد ولو كان بسيطا.
أتوق لرواية قصة مؤثرة أو تنفيذ نشاط مميز أو لرسم البسمة على وجوه الآخرين أو لإسعاد نفسي..
تحملني أفكاري بعيدا.. أخشى بعض الأمواج ولكني على يقين أن الله معي فأبقى حذرة منها وأحمل زادي معي وسلاحي ثقتي بالله ويقيني أن يحقق لي أمنياتي.
ألقي نفسي بين كفي الرحمن وأضع جبهتي على موضع سجودي وأبث لله ما أريد، وأدعو الله أن يهديني سبل الرشاد.
بينما كنت أقلب صفحات كتاب وأتجول بين دفتيه جذبتني هذه العبارة "لكل إنسان وجود وأثر، ووجوده لا يغني عن أثره، ولكن أثره يدل على قيمة وجوده".
تمعنت بها وأعدت قراءتها أتأملها حتى كتبت عنها كلماتي هذه.. بصراحة إن أجمل شيء في الوجود أن تشعر أنك ذو قيمة، وأن أهميتك تكمن حيثما حللت، ومهما كان مسماك، فأنت في مجال عملك أو بين اسرتك أو بين أصدقائك.
الشعور بالأهمية يضع الإنسان في إطار المسؤولية. أن تكون مسؤولا يعني أن تكون قائدا وأن تكون مؤثرا وأن تكون صاحب بصمة، هذه البصمة التي أتحدث عنها هي من صنع أفكارك، أو أعمالك أو انجازاتك.
والآن رددوا معي هذه الكلمات: قبل منامي مر ببالي وحي سؤال.. لو أن لعمري ميزانا أو مكيال، أيقاس العمر بأيام أم أعوام؟؟؟ فتأملت جلست أفكر فيما يذكر حين يقال: رحم الله فلان كان وكان وكان، لن تذكر غير الأعمال..
إنها كلمات رائعة لو تأملناها جيدا حينها لن نرضى أن نكون أناسا عاديين، أعلم أنها مرت عليك.. استذكرها قليلا.. نعم إنها ذاتها كلمات المنشد الرائع "ماهر زين".
ولقد رزقني الله بطالبتين في صفي الذي أدرّسه تمتلكان حنجرة ذهبية وصوتا عذبا ويحفظانها عن ظهر قلب، وكلما استمعت لها شعرت بمشاعر فياضة تسري في عروقي لأكون دوما الأفضل.
أتعلمون أحبتي.. في كل مكان علينا أن نقدم الأفضل.. في أسرتك كن أبا قدوة أو أخا معينا، كوني أما مثالية أو أختا حنونة. فلنكن رائعين أينما حللنا ونفكر دوما كيف نقدم الأفضل للأب وللأم وللأبناء ولأنفسنا.
كيف أقدم في عملي الأفضل، ما الأعمال التي ستثقل ميزاني وستجعل رصيدي قويا عند خالقي؟!!
كيف سأترك بصمة في نفوس طالباتي لن ينسوها أبدا, بصمة حب أو ثقة أو قدوة حسنة لهم.
مجددا فإن شعوري بالأهمية بموقعي يجعلني أجتهد أن أكون معلمة إيجابية.
هذا يعني أني بإذن الله سأضع بذرتي في تربة خصبة وستثمر عقولا نيرة ناضجة.
سأبذر الحب والحنان لأحصد الحب والاحترام.
وأبذر الثقة لأحصد شخصية مسؤولة عن نفسها تشعر بكيانها، وأبذر قيما وحسن معاملة لأحصد أمًا وزوجة وفتاة ناجحة في حياتها.
إن من الجميل في تدريس الطالبات الإناث، أن حصادهن وفير جدا، فالفتاة مستقبلا هي أم وأخت وزوجة وأسرة، وتستطيع بحبها أن تصل للجميع وتؤثر فيهم.
فلنكن ذوي بصمة حيثما كنا.. والله يعطي أفضل مما نتصور.. فقط ألقوا بذوركم الصالحة وستجنون بإذن الله الكثير.
رب كلمة طيبة أثمرت عملا عظيما.. فلنترك بصماتنا في كلماتنا وأعمالنا لنلقى من الله خيرا وسعادة..