فلسطين أون لاين

​أفكارٌ ذكية لبناء الشخصية

عندما لمحت الثقة تلمع في عيون إحدى طالباتي تاقني الفضول للتعرف على حياتها أكثر، فما لبثت قليلاً حتى أخذت تعرفني عن أسرتها وأبيها وأمها وإخوتها، ومن خلال طلاقتها اللغوية وبراءتها العفوية، اكتشفت أنها تمتلك أسرةً رائعةً ومثاليةً جعلتها تصل لهذا المستوى من الذكاء والثقة بالنفس.

إنها تحدثني عن أب ذو مكانة مرموقة في المجتمع إلا أنه يصنع لهم مسرح الدمى بنفسه ويحضر لهم ما يلزم، فيتشارك الجميع في بعض العروض المسرحية حتى لو كان طالبا في الجامعة.

حقيقة هذا الجو الجميل من الألفة والمحبة قد لا نجده إلا نادرا في كثير من البيوت.

الأطفال ذوو الشخصية الجذابة والمميزة تأكد أن وراءهم أما وأبا ذو شخصية مميزة ومتزنة، ربما قد يكون الأبوان شخصية عادية جدا وبسيطة، لكنهما بدعمهما الدؤوب لابنهما أصبح بطلا وشخصية عظيمة.

السؤال هنا.. كيف لنا أن نصنع هذه الشخصية ونحسن بناءها ونجعلها شخصية فريدة؟؟؟.

إن الطفل المطيع جدا يحتاج إلى إعادة تهيئة وتأهيل؛ لأنه يمحو شخصيته بطاعته المفرطة، يجب أن يكون لدى أبنائنا رأي حتى لو خالف رأينا، لا بد لنا أن نتحاور معهم ونحترم آراءهم.

إن الحب والحوار والتفاهم بين الأزواج أيضا من أهم الأمور التي تساعد في تقوية ثقة الطفل بنفسه وبناء شخصيته على طراز خاص.

أما البيت الذي تسوده المشاكل والخلافات المستمرة، فإنه ينتج لنا شخصية مهزوزة من الداخل لا تثق بنفسها وربما سأدعوها بالشخصية الصفرية التي ربما لا تقوى على اتخاذ قرار يخصها.

إذا كنت حقا تريد من ابنك أن يكون مميزاً وواثقاً من نفسه امدحه دوماً حتى على أبسط الأمور.

امدحه على ذوقه وعلى سلوكه الجيد وعلى نظافته وعلى حل واجباته واعتماده على نفسه.

ذات يوم مدحت أمٌ ابنها على صوته الجميل في القرآن فإذا به يقرأ فيه لأكثر من ساعة تعلقاً وحباً وفخراً بنفسه.

بسيطة هي الكلمات لكنها تصنع في النفس الكثير، إن الأسرة الجميلة والمتحابة ومديح أبنائنا وحبهم وتعزيز هواياتهم ومواهبهم هي من أهم الأمور الداعمة للشخصية الفريدة.

سأطرح لكم بعض الأفكار الذكية لنصنع من أطفالنا شخصيات فريدة.

على سبيل المثال فلنجعل أطفالنا يختارون ملابسهم بأنفسهم ويختارون طعامهم المفضل، ولنشجعهم على التنويع في طعامهم وألعابهم وطريقة تفكيرهم وروتين يومهم.

علينا أن نوجههم ولا نجبرهم حتى لو لم تعجبنا خياراتهم، بإمكاننا أن نوجههم ونرشدهم وننمي مهاراتهم، بحيث ندعم فيهم قدراتهم العقلية والجسدية من خلال أنشطة ثقافية ورياضية متنوعة مثل قراءة القصص والألغاز ولعب الكرة والجري فهي أنشطة جميلة تسعدهم وتبني في نفوسهم الكثير.

السماح لهم بتجريب أشياء جديدة والانخراط مع الآخرين يقوي ذكاء الطفل الاجتماعي، وإن الإبداع في صنع الوسائل وابتكار بعض الأنشطة يهيئ ويحفز أذهانهم لمزيد من التميز والتحليق في الخيال.

إن أردنا أن نبني نفوساً عظاماً وشخصيات فريدة، فيجب أن نبدأ بأنفسنا ونكون قدوةً حسنة لهم ثم نوفر لهم البيئة المناسبة، وندعمهم بحبنا وندعو الله التوفيق لهم وندربهم على اكتشاف قدراتهم وتقبل أنفسهم، فإذا أحب الطفل نفسه وتقبل ذاته فإنه سيكتشف مكنوناته الداخلية وسيبرز مواهبه وقدراته وإبداعاته.

فلنعطهم الحرية والحب والأمان ليبرزوا لنا الكثير ويبهرونا بتميزهم.