اتفق محللان سياسيان على أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول الماضي باعتبار القدس المحتلة عاصمة دولة الاحتلال، شجع حزب "الليكود" الإسرائيلي الحاكم على التصويت، أول من أمس، بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يقضي بفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات وامتداداتها في الضفة الغربية -بما فيها القدس المحتلة- وضمها إلى (إسرائيل).
وجاء التصويت خلال المؤتمر العام للجنة المركزية لحزب "الليكود" الحاكم في (إسرائيل) الذي يتشكل من 3700 عضو، ومن المتوقع أن يعمل الحزب الحاكم على تمريره في "الكنيست" فيصبح قانونًا.
ضم الضفة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي وليد المدلل، أن التصويت الذي أجراه حزب "الليكود" كان من تبعات إعلان الإدارة الأمريكية بشأن القدس، وأن حكومة الاحتلال التي يشكلها ثلاثة أحزاب يمينية، (الليكود، إسرائيل بيتنا، البيت اليهودي) ستدعم هذا التصويت.
وأضاف المدلل لصحيفة "فلسطين": إن لدى اليمين الإسرائيلي خططا مشابهة منذ فترة طويلة لضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية المحتلة لدولة الاحتلال، وهذه المناطق المنوي مصادرتها تتجاوز نصف مساحة الضفة الغربية، ويراد تطبيق القانون الإسرائيلي عليها.
واعتبر أن ذلك إذا حصل، سيكون بمثابة "طامة كبرى"، ومحاولة لاستكمال السيطرة السياسية على أراضي الضفة الغربية التي تمثل مركزًا للصراع على اعتبار أنها أراضٍ تاريخية، كما يزعم الإسرائيليون.
وفي ذلك أيضًا، كما يقول المدلل، نسف واضح لطموحات الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة، وفيه تجنِ واضح جدًا على حقوقنا الفلسطينية التي أقرتها القوانين والأعراف الدولية.
وأشار إلى أن هذا القرار الحزبي، من الممكن تصعيده ليصبح قانونًا مشرعًا من هيئة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، خاصة أن الكتل الموجودة فيه ذات أغلبية يمينية قومية، وبالتالي من الممكن التصويت عليه كقانون لو طرح من أحد، ولن تتمكن المعارضة في (إسرائيل) من احباطه.
وقال: "إن تصويت الليكود هذا، لا يبقي للوجود الفلسطيني في الضفة أي شيء، وهو عبارة عن قرار بإجلاء ما تبقى من الوجود الفلسطيني خاصة أن (إسرائيل) تعتبره في الأراضي المحتلة سنة 48 مشكلة كبيرة وخطأ ارتكبته في عام 48 عندما لم تقم بتهجير من تبقى من الفلسطينيين، وأتصور أن ذلك مقدمة لمن تبقى من الفلسطينيين التخلص منهم".
وسيعقب الاحتلال السيطرة على الأرض، بالتخلص من السكان الفلسطينيين بطرق متعددة، أتقنها الاحتلال في السنوات الماضية، بالتهجير المباشر أو غير المباشر.
تحولات عربية
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، إن "حزب الليكود هو أحد الأحزاب المتطرفة في (إسرائيل) والذي يرى أن فلسطين هي إسرائيل التوراتية".
وأضاف عبدو في تصريح لـ"فلسطين"، أن "هذا التصويت داخل الحزب، هو يقوم على فلسفة هذا الحزب من الأساس".
وأشار إلى أن "الليكود" لا يعترف بأن هناك دولة فلسطينية غرب النهر، ولا يؤمن بحل الدولتين إلا كتكتيك فقط، لذلك هذا التصويت هو تحصيل حاصل بالنسبة له.
واعتبر أن توقيت التصويت، قد يكون مرتبط بتحولات عربية، حيث أن النظام الاقليمي العربي يتعرض لمتغيرات عدة أدت إلى أن يتحول إلى أداة تضغط على الفلسطينيين، ولا تقف إلى جانبهم في الصراع مع "الصهيونية".
وقال: هذا النظام (الاقليمي العربي) ترك الفلسطينيين لمصيرهم لوحدهم في هذا الصراع، وبالتالي يحاول "الليكود" الاستفادة من هذه المتغيرات بإجراء تصويت داخلي لضم مستوطنات الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال.
وقال: "ما لم نغادر مربع أوهام التسوية السياسية، ويتوافق الشعب الفلسطيني على استراتيجية موحدة لمواجهة الاحتلال، فإننا سنواجه مخاطر ستعصف بكل مقدرات الشعب الفلسطينية، وحقوقه التاريخية".
وأكمل الكاتب والمحلل السياسي "نحن أمام مرحلة جديدة تستعدي منا الوحدة والاجماع على استراتيجية مواجهة شاملة للاحتلال، وحسم مسألة التسوية السياسية، مع ضرورة اتوجه الجميع ضد الاحتلال دون الخوف من عمليات الاستثمار السياسي".