فلسطين أون لاين

​الغذاء الصحي يقوي الذاكرة

...
غزة - خاص "فلسطين"

يمرّ الإنسان في حياته عبر مراحل مختلفة وتغيرات كثيرة وقد تكون هذه التغيرات إما نفسية أو جسمانية أو فكرية أو عضوية، وهذا كله من شأنه أن يؤثر على الدّماغ والذاكرة، فكيف يمكن لنا أن نتفادى أمراض الشيخوخة والزهايمر والنسيان المبكر الذي يعاني منه الكثيرون؟ وكيف يمكن لطالبِ المدرسة تحديداً أن يكون يقِظاً متنبّهاً ولا يعاني من مشاكل النسيان والتشتّت؟

أخصائية التغذية سماح وادي تقدم لفلسطين بعض المعلومات والنصائح حول هذا الأمر:

توضح وادي أن تكوين أنسجة الدماغ والجسم بشكل عام يتمّ في مرحلة الجنين، لذلك تنصح المرأة منذ الدخول في مرحلة الحمل بالتنوع الغذائي والمتوازن وتناول مصادر البروتينات اللازمة بشكل أكبر من الكربوهيدرات فهي بحاجة الي كمية كافية من البروتينات في تلك الفترة مثل الدجاج, الأسماك, اللحوم, الخضروات الورقية, البقوليات , البيض.

وللرضاعة الطبيعية دورٌ مهم، تقول:" استمري في الرضاعة الطبيعية الخالصة لمدة ستة أشهر دون إدخال أي شيء إلا من قبل استشارة الطبيب, حيث إن حليب الأم هو الغذاء الافضل للطفل لما يحتويه من عناصر غذائية مهمة لنمو أعضاء طفلك وأهمها الدماغ، فهناك بعض الدراسات أثبتت أن الطفل الذي قامت أمه بإرضاعه رضاعة طبيعية خالصة هو الطفل الذي لديه القدرة على الإبداع والتطوير بشكل أسرع أكثر من أقرانه".

وأضافت:" اعتماد وجبة الافطار وجبه أساسية لجميع أفراد العائلة وعلى رأسهم الطفل الذي يعد في مرحلة حرجة من النمو العقلي والفكري والتقلب المزاجي حيث تعتبر تلك الوجبة الوقود ليومه فكما العربة لا تسير بدون وقود، فإن الانسان لا يستطيع العمل دون وجبة الافطار وكلما كان تناول وجبه الافطار أبكر كان أفضل".

وتشكل نسبة الماء في جسم الانسان حوالي 70% وهذا يعني بأن كل عضو من أعضاء الجسم يحتاج الى الماء للعمل، توضح وادي:" أهم تلك الأعضاء هو الدماغ , حيث كان هناك طبيب بريطاني يكرر مقولة مشهورة بأن الانسان عطشان وليس مريضا, لذا يجب علينا اشباع أجسامنا بما تحتاجه من الماء بمعدل 6-8 أكواب يوميا ".

وتذكر وادي أن أهم الأغذية التي تقوي الذاكرة هي البيض المسلوق –الزعتر- الزيت- الشوكولاتة الداكنة- عين الجمل- اللوز- المكسرات النيئة –إكليل الجبل- الفواكه المجففة وعلى رأسها التمور –مغلي الزعتر- الأسماك –التونة.

كما وتنصح بتناول بعض مضادات الاكسدة التي تحمي الدماغ من التلف مثل فيتامين هـ -فيتامين ج – أوميجا 3.

وهنا تفصيل توضيحي تبين فيه أخصائية التغذية كيف يمكن لهذه الأغذية أن تكون مقوية للذاكرة؛ فعلى سبيل المثال فإن جسم الإنسان يحتوي على خمسة نواقل عصبية والناقل العصبي هو الذي يحمل الأمر ويحوله الى إشارات كهربائية وينقله إلى الدماغ فالبيض المسلوق وحده يعمل على أربعة نواقل عصبية؛ ومن هنا تأتي نسبة التفاوت في الفهم والاستيعاب ، وهذا الخلل – كما توضح وادي- يكون واضحاً فعندما ترغب أم في النداء على طفل من أطفالها فتجدها تنادي الأول والثاني ولكنها تريد الثالث فالمشكلة هنا في النواقل العصبية التي يجب تغذيتها بالبيض المسلوق بشكل يومي للإنسان الطبيعي.

وبخصوص مريض الضغط والقلب ثلاث مرات أسبوعيا وللحامل بيضتين يوميا ، مع الملاحظة أنه يجب تناول البيضة بشكل كامل حيث إن تناول البياض لوحده يسبب ارتفاع الزلال وتناول الصفار لوحده يرفع من الكوليسترول .

وتعلق:" إذًا فإن تقديم بيضة مسلوقة مع رشة زعتر ومعلقة زيت لطفلك يوميا كافٍ أن تحميه لاحقا من أمرض الزهايمر والنسيان. وإن كان طفلك لا يرغب في تناول البيض المسلوق اصنعيه بشكل مختلف، مقليا مثلا سيأخذ الفائدة ولكن ليس هي كما في المسلوق".

وتوضح أنه تبيّن في الدراسات أن تشابه بعض المغذيات مع الأعضاء يعكس وظيفتها, فعلى سبيل المثال تشابه عين الجمل بتجاعيده مع الدماغ يزيد من كفاءته ويحسن من الذاكرة واسترجاع المعلومة.

وأفادت:" تناول الأغذية التي تحتوي على الحديد مثل كبد الدجاج والملوخية والخبيزة والتمر والفواكه المجففة مفيد للغاية في موضوع التركيز وتقوية الذاكرة حيث إن الدم يكون محملا بالأكسجين والمغذيات اللازمة التي تصل إلى جميع الاعضاء بما فيها الدماغ لذا من ضمن أعراض فقر الدم الشعور بالتعب والدوخة لأن كمية الدم الواصلة الى الدماغ لم تكن كافية وبالتالي يجب الحرص على اجراء فحص دوري لتحليل الدم ".

وختمت حديثها بالقول:" لا شك أن التغذية في الصغر صحة في الكبر".