فلسطين أون لاين

​لا تواجَه إلا بانتقادات دولية

انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال.. يومية ومتصاعدة

...
رام الله / غزة - أحمد المصري

لم يذهب مشهد الطفل فوزي الجنيدي من مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، وهو محاط بـ23 جنديًا إسرائيليًا، بتاريخ 7 ديسمبر، يقودونه مكبل اليدين ومعصوب العينين، إلا وتبعه مشهد قاسٍ آخر في مدينة بيت لحم، قبل أيام، ظهر فيه ثلاثة من الأطفال وهم في حالة رعب وخوف شديدين يحاولون التمترس في الأرض مع محاولة جنود الاحتلال، إجبارهم للصعود داخل الجيبات العسكرية.

وتوثق وسائل الإعلام تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين، واستهدافهم بالاعتقال والاعتداء وإطلاق النار الحي والمطاطي المباشر عليهم، تحت ذريعة مشاركتهم في الاحتجاجات المتواصلة المناهضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتاريخ السادس من الشهر الجاري، الاعتراف بـالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) إضافة لنقل سفارة بلاده للمدينة.

وأعلنت مؤسسات حقوقية تعرض المئات من الأطفال في الضفة والقدس المحتلتين، خلال الأسبوعين الماضيين، للاعتقال والاعتداء والتنكيل واستخدام القوة المفرطة، بحقهم.

ويقول مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان جنوب الضفة، فريد الأطرش، إن الاحتلال ينتهك بشكل فاضح القانون الدولي، في تعامله مع الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

ويؤكد الأطرش لـ"فلسطين"، أن التعامل الإسرائيلي مع الأطفال الفلسطينيين والذي وثقته عدسات الصحافة خلال الأيام القليلة الماضية، حلقة أولى في خرق القانون الدولي الإنساني، والاتفاقات التي تحمي الطفولة، سيما وأن هذه المعاملة القاسية تستمر إلى ما بعد الضرب والاعتداء عليهم داخل مراكز التحقيق والاعتقال.

وينوه إلى أن شهادات حية خلال الانتفاضة الجارية وثقت علامات ضرب على أجساد الأطفال القاصرين الذين اعتقلوا، ما يدل على التنكيل الشديد المنفذ بحقهم خلال عمليتي الاعتقال والاستجواب التحقيق.

ويشير الأطرش إلى الاحتلال سيما وبعد رفض الفلسطينيين إعلان قرار "ترامب"، كشف عن وجهه الحقيقي "النازي" تجاه الأطفال، لافتًا إلى أن الاحتلال يتعامل مع الأطفال وكأنهم كبار ودون أي مبالاة لضعفهم.

ويؤكد الحقوقي أن انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق الأطفال الفلسطينيين والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة، تمثل تحديا واضحا لكل من ينادي من الشخصيات والمؤسسات بحقوق الطفل، وعلى رأسهم المؤسسات الدولية.

ويطالب الأطرش بضرورة وجود تحرك سياسي وحقوقي لحماية الأطفال الفلسطينيين، ووقف الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال، مؤكدا أن الأخير يواصل السير في مخطط تصاعدي تتعمد من خلاله سلب الطفل الفلسطيني أبسط حقوقه المشروعة.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإنه ومنذ اندلاع انتفاضة القدس في شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، اعتقلت سلطات الاحتلال (15.000) فلسطيني من بينهم حوالي (4.000) طفل (أقل من 18 عامًا)، ما زال منهم نحو (300) رهن الاعتقال محرومين من طفولتهم البريئة بما فيه مواصلة دراستهم، علاوة على تعرضهم للانتهاكات في أثناء الاعتقال.

انتهاك مقصود

بدوره يؤكد مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال -فرع فلسطين، خالد قزمار، تعمد جنود الاحتلال انتهاك القوانين قصدًا في معاملتهم القاسية مع الأطفال الفلسطينيين.

ويشدد قزمار لـ"فلسطين"، على أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الحقوق الخاصة التي وفرتها الاتفاقات الدولية والإنسانية للأطفال، مضيفًا: "الاحتلال يتعامل مع الأطفال وكأنهم عساكر مسلحون ولا يتورع حتى عن إطلاق النار عليهم".

ويكشف عن شهادات وصلت لمؤسسته، خلال الأيام الأخيرة، تتعلق بتعرض أطفال دون 15 عامًا لمعاملة قاسية في الشوارع والحواجز، إضافة إلى تنفيذ معاملة أقسى يتخللها التعذيب والتهديد والشبح والدعس على أجسامهم واحتجازهم في أماكن غير إنسانية.

ويشير قزمار إلى أن قضية الانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيين الجارية والقديمة منها، لا تواجه إلا بانتقادات دولية سياسية أو حقوقية كانت، وإن كانت هذه الانتقادات متنامية، إلا أنها لا تصل إلى تشكيل حلقة ضغط مناسبة للجم السياسة الإسرائيلية المنفذة.