فلسطين أون لاين

​إخفاء الحقيقة عن المُصاب بمرض خطير ليس حلًّا

...
غزة - مريم الشوبكي

من أقسى اللحظات التي يمر بها المريض بمرض خطير، لحظة تشخيص المرض، وتختلف مستويات الصلابة النفسية للأفراد، لكن أكثرهم ينهار وحتى لو كان يتميز برباطة الجأش، وأحيانا يلجأ أهل المريض إلى إخفاء طبيعة المرض عنه، خوفا من تأثير حالته النفسية على مقدار تحسن حالته الجسدية، فهل هذا التصرف صحيح؟ أم لا بد من معرفة الشخص بحقيقة ما يعانيه؟ وكيف يكون إخباره بالأمر؟

حسب شخصيته

قالت الأخصائية النفسية والاجتماعية إكرام السعايدة إنه لابد من التحلي بالحكمة والذكاء في إبلاغ المريض عن مرضه سواء من الطبيب المعالج أو من دائرة المقربين منه، خوفًا من أي انتكاسة محتملة وحتى يقوى على المضي قُدمًا في العلاج ولا يفقد الأمل.

وأضافت لـ"فلسطين" أنه من الضروري معرفة نمط شخصية المريض، والتعامل معه بناء على ذلك، فأحيانا يلحّ المريض على الآخرين بالأسئلة ويدعي أنه مستعد لمعرفة مرضه أياً كان، بينما هو في حقيقة الأمر خلاف ذلك، فتجده واهنًا يحصي ساعات بقائه على الحياة.

وتابعت أن المريض الذي يُرجى شفائه لا بد من اطلاعه بحقيقة مرضه كاملة، وبث الأمل في نفسه وسرد نماذج مماثلة لحالته تماثلت للشفاء، وكذلك مساندته من قبل الأهل والأصدقاء، وينبغي أن تسير عجلة الحياة كما هي، فأحيانا ينهار أفراد الأسرة أكثر من المريض نفسه، وهذا خطأ فادح يقعوا فيه.

ولفتت السعايدة إلى أن من المرضى من لا ينتظر إخباره حول مرضه، ويتحاشى أي فرصة لمعرفة تفاصيل عنه، ومنهم من لا يتقبل حقيقة مرضه، فيتدهور وضعه للأسوأ، وقد يقرر البعض وضع حد لحياته بالانتحار.

وعن دور الطبيب والأهل في إطلاع المريض حول حقيقة مرضه، أوضحت أن المسئولية الأعظم تقع على كاهل الطبيب في إخبار المريض وذويه، ولا بد أن يكون إخبارهم بحكمة، مع زرع الأمل في نفوسهم وإجابتهم على كافة تساؤلاتهم بصورة شافية وإبداء التعاطف معهم .

ونصحت أهل المريض بإشراكه بالحياة الاجتماعية، وإعطائه مساحة كافية من الخصوصية، واحترام رأيه وعدم إزعاجه بالمواعظ والعبر من باب "التنظير"، محذرة إياهم من إبداء الشفقة عليه أو إشعاره بأنه ينتظر موته المحتم.

وأشارت السعايدة إلى أن بعض الأهالي يعتقدون أن عدم مكاشفة مريضهم بحقيقة مرضه أفضل بحجة أنهم أدرى به، وأنه لا يتحمل مثل هذه المكاشفة، وأن حاله قد تسير نحو الأسوأ عند معرفته بطبيعة المرض، مؤكدة أن هذا الاعتقاد خاطئ، وأن إخبار المريض ضرورة لا بد منها.