فلسطين أون لاين

​ملف الإنجاز.. "عبءٌ" لم يُقرر بعد

...
غزة - هدى الدلو

"ملف إنجاز" خاص بالطالب المدرسي يتضمن قضايا بحثية وأوراقا علمية للمباحث الدراسية المختلفة، ونشاطات، وإبداعات فنية، ومشاركات صفية، ومسابقات وغير ذلك، وعلى إثره يُقيم الطالب.. فكرة الملف تلقّاها أولياء الأمور بردود فعل مختلفة، لكن أغلبهم أبدوا اعتراضهم على الفكرة، خاصة أن إعداد الملف يحتاج لوقت وجهد وتكلفة مادية، ولأن مهمة إنجازه قد تُوكل لآخرين، وربما يشتريه الطلبة جاهزا.

التكلفة المادية من أهم أسباب رفض بعض الأهالي للملف، بينما فكرته في الأصل تقوم على البساطة على التكلفة العالية، بالإضافة إلى أنه ليس مقررا بشكل رسمي من كل المراحل الدراسية، هو مطلوب فقط من طلبة الصفين الحادي عشر والثاني عشر.

عبء إضافي

قالت "سحر محارب"، الأم لأربعة أبناء، ثلاثة منهم في مراحل دراسية مختلفة: "يُطلب من أبنائي إعداد ملفات إنجاز، وفي بداية العام الدراسي صنعت ملفًّا لابنتي في الصف الخامس، فعلت ذلك بسعادة وراحة، فأنا أحب الأشغال اليدوية والرسم، ولكن مع تراكم أعباء الواجبات الدراسية والامتحانات أصبحت ملفات الإنجاز تُثقل كاهلي قبل كاهل أبنائي".

وأضافت أن تجهيز الملف الواحد يحتاج إلى وقت كبير، هذا عدا عن الجهد المبذول، والتكلفة المادية، لذا فهو يشكّل عبئا إضافيًا على الأهالي، خاصة العائلات ذات الدخل المحدود.

ورغم ذلك أشارت إلى أن الملف كان له أثر إيجابي على ابنتها بالاستفادة من المعلومات الموجودة داخله، كما أنها لاقت تشجيعًا ايجابيًا من معلماتها.

تراجع دراسي

بينت والدة الطالب "معتز عامر" في الصف السابع الإعدادي، أن "ملف الإنجاز ما هو إلا مضيعة للوقت، وإهدار للجهد، كما أنه يبعد الطالب عن مراجعة دروسه، وإنجاز واجباته المدرسية، من أجل إعداد نشاطات وأوراق لا تفيده".

وأوضحت: "طباعة الأبحاث الموجودة ضمن الملف تحتاج لتكلفة مادية كبيرة، فماذا لو كان في العائلة أكثر من طالب؟ كما أن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لا يساعد على البحث والكتابة والقراءة، وأصلا لا يوجد وقت كاف لكتابة الواجبات المدرسية في ظل انقطاع الكهرباء".

ولكن على ما يبدو أن الأمر اختلف بعض الشيء مع "صبا" في الصف السادس الابتدائي، فقد أعطاها ملف الانجاز دفعة قوية نحو القراءة والمطالعة، خاصة أنها مولعة بذلك، كما أنه عمل على تنمية قدراتها وزيادة المعرفة لديها في موضوعات مختلفة من خلال الاطلاع والبحث الدائم، بحسب والدتها.

لم يُطرح رسميًا

ومن جهته، قال مدير عام الإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم محمود مطر: "لم يُطرح ملف الإنجاز للطلبة في المراحل الدراسية المختلفة بشكل رسمي، باستثناء طلبة الحادي عشر والثاني عشر، فهم مكلفون به".

وأضاف لـ"فلسطين": أن ملف الإنجاز في حال تم إقراره من قبل الوزارة، سيكون للتقييم النوعي للطالب، وسيعتمد على التقارير والجوانب النوعية والأبحاث والتجارب، وسيتعلق بأعمال الطالب الفعلية، ولن تُقبل الأعمال المنقولة عن الانترنت، أو التي ينجزها الآباء بمفردهم، فيجب أن يكون من عمل الطالب نفسه، ولا مانع من مساعدة الأهل".

وبين أن الهدف من وراء هذه الملفات إبراز شخصية الطالب، وتوثيق جهوده في مختلف سنوات المرحلة المدرسية، وإظهار أدائه، وتقوية مهاراته وإبداعاته، مؤكدا أنه يعتمد على البساطة ولا يتطلب تكاليف عالية.