يواصل المقدسيون اعتصامهم المفتوح في ساحة "باب العامود" أحد أبواب البلدة القديمة، كمركز رئيس لتنظيم فعالياتهم الجماهيرية ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما تحول شارع صلاح الدين في ذات البلدة إلى شارع للمسيرات الجماهيرية.
وبالرغم من استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، أساليب قمعية وحشية بحق المقدسيين، لكنه لم ينجح في إخماد شعلة المواجهات الميدانية اليومية في جميع أحياء وضواحي مدينة القدس، والتي تحولت لساحات للمواجهة المباشرة بين الشبان وقوات الاحتلال.
وأوضح مدير مركز إعلام القدس، محمد صادق، أن أهالي القدس ينظمون اعتصاماتهم الاحتجاجية ضد قرار ترامب، دون جداول زمنية؛ ولا سيما أن القضية مركزية بالنسبة لهم، فهم يدافعون عن تاريخهم وأصالتهم وعروبة مدينتهم المقدسة.
وأوضح صادق، لصحيفة "فلسطين" أن الاعتصام المركزي الذي اختاره المقدسيون هو في ساحة باب العمود -يبدأ منذ الصباح وتشتد ذروته بعد صلاة العصر مع عودة المقدسيين من أماكن العمل وانتهاء الدوام المدرسي والجامعي- ويستمر حتى المغرب، فيما يشهد شارع صلاح الدين بالبلدة القديمة مسيرات غاضبة على فترات متتالية.
وقال صادق: "إن اختيار ساحة باب العمود للاعتصام المركزي وليس أمام باب الأسباط كما جرى خلال هبة 14 يوليو/ تموز الماضية لم يأتِ من فراغ؛ وذلك نظرًا لأهمية باب العمود الذي يعرفه العالم، وهو المدخل الرئيس المؤدي إلى البلدة القديمة الذي يمر من خلاله السياح، وكذلك بهدف منع اقتحامات المستوطنين من خلاله".
وأشار صادق إلى أن الفعاليات المقدسية شملت جميع البلدات والأحياء المقدسية كحي الشيخ جراح وجبل المكبر وباقي الضواحي التي تشهد مواجهات ساخنة بين شبان المدينة وقوات الاحتلال على مدار اليوم.
وأكد أن الرسائل المقصودة من الاعتصام المركزي في "باب العمود" أن القضية دينية سياسية كبرى تتعلق بالأمة العربية والإسلامية، وليس لأهل القدس فقط، وأن رسالة المقدسيين للاحتلال والأمريكان أن "القدس عربية إسلامية وليست يهودية"، مشددًا على ضرورة وقوف الشعوب العربية والإسلامية مع المقدسيين في معركتهم المفتوحة.
وأكد أن هناك ثلاثة مطالب رئيسة للمقدسيين، خلال فعالياتهم الاحتجاجية، أولها: إعلان السلطة فشل مسار التسوية، وإلغاء اتفاق أوسلو، وثانيها: أن تقوم المقاومة بدورها تجاه القدس، وثالثها: تفعيل دور الشعوب العربية والإسلامية في معركة الدفاع عن عروبة القدس.
القدس تناديهم
من ناحيته، شدد الناشط المقدسي أسامة برهم على ضرورة الترابط والتكافل المقدسي وخاصة الوحدة التي عرف فيها المقدسيون خلال هبة 14 يوليو الماضي، وهي العوامل التي كانت سببًا للنصر السابق، والتي ستكون سببًا للانتصار القادم.
وقال برهم لصحيفة "فلسطين": "إنه بالرغم من القبضة الأمنية الحديدية بالقدس، والتهويد المستمر والإبعاد والاعتقالات للمرابطين والمرابطات، وكل ما يفعله الاحتلال إلا أن هذه الاعتصامات تؤكد أن القدس لن تكون خالية في يوم من الأيام من سكانها الأصليين أصحاب الحق، سواء اعترف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال أم لا".
وأكد أن شعار المقدسيين اليوم هو التأكيد على عروبة المدينة المقدسة، ولا سيما أنهم يتوافدون لساحات الاعتصام دون أي دعوات؛ لأن "الذي يناديهم اليوم هي القدس، حتى الأطفال المقدسيون لديهم استعداد وصبر للجلوس لساعات طويلة".
وأشار إلى محاولات المقدسيات إعادة بعض العادات التي أظهرت الترابط المقدسي في الهبة السابقة، كـ"أكلة المقلوبة" لدعم صمود المعتصمين في الميدان وكأحد عوامل الاستمرارية.
ولفت إلى أن الاحتلال يقوم بتجريم رفع العلم الفلسطيني بأية فعالية أو مسيرة احتجاجية على القرار الأمريكي، وهو ما ظهر خلال الاعتصامات الجارية التي استخدم فيها الاحتلال أساليب قمعية مختلفة بالاعتداء بالضرب على النساء والأطفال والصحفيين في أي مسيرة رفع فيها العلم الفلسطيني.
وأكد الناشط المقدسي صمود أهالي المدينة في وجه الاحتلال ومخططاته رغم إجراءاته القمعية، مدللًا على ذلك بحرق المتظاهرين صور الرئيس الأمريكي أمام أعين جنود الاحتلال.