فلسطين أون لاين

​سيرتك الذاتية جيدة ولم تجد عملًا؟

...
غزة - مريم الشوبكي

الوظيفة هي الخطوة التي ينتظرها أغلب الخريجين فور حصولهم على الشهادة الجامعية، ومنهم من يظن الأمر سهلا، لكنه يُصدم بالواقع البعيد عن توقعاته الوردية، فقد تمر سنوات طويلة دون أن يجد وظيفة تناسب ميوله، وربما يحصل ذلك رغم أن السيرة الذاتية للشخص تحمل خبرات كثيرة ومتنوعة ولا يتمتع بها أصحاب المناصب، والسؤال هنا: ما الذي يحول بين صاحب هذه السيرة الذاتية المتميزة وبين الوظيفة؟، أين يكمن الخلل؟ وما النصائح التي عليه الأخذ بها؟

في الفرد ومحيطه

قال رئيس قسم العلوم الإدارية والمالية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، ومدرب التنمية البشرية مروان الدهدار إن عدم التحاق الشخص بوظيفة تناسبه بعد التخرج قد يكون بسبب مشاكل في المحيط الذي يعيش فيه، لا بسبب تخصصه الجامعي أو قدراته، كضعف الحكومة وإدارتها، والفساد الحكومي والاعتماد على المحسوبية.

وأضاف لـ"فلسطين" أن هذا لا يعني أن الخلل ليس دوما في المحيط، وإنما كثيرا ما يكون في الشخص نفسه، فهو ربما لا يعرف الأبواب الصحيحة التي عليه طرقها، أو لمن يتوجه لكي يحصل على الوظيفة، وقد يحصل ذلك نتيجة ضعف مهارة التواصل مع الآخرين، وأحيانا يمتلك الفرد المهارات في مجال تخصصه، لكنه يفتقر لمهارة التسويق لنفسه.

وتابع: "بعض الأشخاص ربما يفتقدون لمهارات المقابلة الشخصية للعمل، أو إقناع أصحاب العمل ولجنة المقابلة بقدراتهم، مع الافتقار لمهارة معرفة أنواع الشخصيات التي يلتقون بها".

ولفت إلى أن أهم المهارات التي يفتقد لها الكثير من الباحثين عن عمل هي التمتع بالثقة في النفس، وعدم الإلمام بمعلومات مهمة عن المؤسسة التي يطلب العمل فيها، وعدم وجود معلومات عن طبيعة الوظيفة وأهم المهارات التي تتطلبها بعيدا عن المعلومات التخصصية، والافتقار للمهارات الشخصية المطلوبة لإقناع أصحاب العمل.

مسار جديد

ونصح الدهدار من يعانون البطالة بأن يتحركوا من سباتهم ويبنوا علاقات في المجتمع، لا سيما إذا كانوا يمتلكون إمكانيات مميزة وسيرة ذاتية جيدة، مع تكوين علاقات مع أشخاص يكملون نواقصهم، بحيث يكون العمل من خلال فرق عمل.

ولمن تخرج منذ سنوات طويلة ولم يتمكن من الحصول على وظيفة حتى الآن، وجه الدهدار حديثه، قائلا: "جدد حياتك ونشاطك، إياكَ والإحباط، بل انظر للحياة نظرة مختلفة وإيجابية وبطريقة أكثر واقعية".

وأضاف: "ارسم لنفسك مسارًا جديدًا، وابحث عن عمل في مجال غير مجالك، وتعلّم مهارات جديدة فيه، وانسج علاقات جديدة، وهكذا تنطلق نحو عالم جديد، ولا تنسَ أن تبحث في العالم الافتراضي، فهو واسع ويُمكن من خلاله التعرف على بيئات جديدة من شأنها أن تفتح لك آفاقًا جديدة تساعدك على إيجاد عمل".