فلسطين أون لاين

​هبة الجيطان محاميةٌ برتبة "شيف"

...
رام الله / غزة - ياسمين النعيزي

تميّزت في محيطها العائلي بموهبتها في الطبخ، التي ورثتها عن أمها, حتى إن كل من يجرب تناول أطباق من إعدادها يسألها عن سرّ الطعم المختلف لما تصنعه من طعام يشبه اسمه أسماء الأطعمة الدراجة، إلا أنه يختلف بمذاقه الأشهى، إقبال الكثيرين على طلب وصفات الطبخ وأسراره منها دفعها إلى نشر إجابات ما تُسأَل عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي, بعد ذلك بمدة ذاع صيتها في عالم الطبخ, حتى أصبحت الغلبة للقب "شيف" على لقب "محامية".

ضيفة "فلسطين" هي هبة الجيطان (30 عامًا)، من مدينة القدس المحتلة, وتقيم في رام الله, درست القانون بجامعة "بير زيت", ثم أتبعته بدراسة الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان في الجامعة نفسها, وعملت مدة قصيرة في هذا المجال قبل أن ترتاد عالم الطبخ.

للأصدقاء

تقول الجيطان لـ"فلسطين": "في البداية كنت أنشر دائمًا صورًا لما أطهوه في بيتي، ليراها أصدقائي على (فيس بوك), ثم عرض علي أحد المعارف المختصين بالمواقع الإلكترونية إنشاء موقعي الخاص ونشر وصفاتي وأسرارها عليه".

وتضيف: "نفّذت مقترحه، وأطلقت موقعي الخاص بالفعل، ولاحظت أن الإقبال عليه كبير من النساء من أنحاء الوطن العربي كافة, حتى إن مجرد عطل بسيط في الموقع قد يجعل صندوق رسائلي فائضًا، بسبب كثرة الأسئلة عن سبب العطل وموعد إصلاح الموقع".

جمعت الجيطان وصفاتها المختلفة التي نشرتها عبر مواقع التواصل، وأعادت نشرها في موقعها الذي زاد عدد الوصفات فيه على 360 وصفة، تتنوع ما بين الطبخ الشرقي الذي تميل إليه, ووصفات من المطبخ الفلسطيني القديم, وأخرى من المطبخ الغربي, أيضًا يحوي وصفات خاصة من ابتكارها.

"مع هبة"

بعدما ذاع صيت الجيطان بعض الشيء تلقّت عرضًا لتقديم برنامج رمضاني, وسجّلت حتى الآن ثلاثة مواسم من البرنامج الذي يحمل اسم: "لقمة هنية مع هبة".

عن برنامجها تقول: "يستهدف رواد مواقع التواصل, فنحن الآن نعلم جيدًا أن الإعلام الجديد هو ما يسيطر على الوقت, وأن عرض برنامج متخصص بالطبخ على مواقع التواصل سيسهل لمحبي الطبخ الوصول إلى وصفاتهم بطريقة أسرع، وفي أي وقت".

وتبيّن أن مدة البرنامج نحو 18 دقيقة, تقدم خلالها مكونات الأكلة, وطريقة صنعها, ونتيجتها.

وتفكر الجيطان في تقديم برنامج باستخدام خاصية البث المباشر عبر (فيس بوك)، لما يتيحه ذلك من تفاعل المتابعين معها، بطرح أسئلتهم, وذلك بعدما لاحظت أن أكثر المتفاعلين معها ومع أكلاتها هم مستخدمو منصة (سناب شات), وذلك لسهولة تفاعلهم المباشر معها.

وتخطط حاليًّا لمشروع تصفه بأنه حلم حياتها، وهو افتتاح مطعمها الخاص, الذي تستعد إلى تزويده بـ"ميزات خاصة مختلفة", على حد قولها، ولكنها _لاشك_ ترفض الحديث عن هذه الميزات قبل البدء بتنفيذ المشروع.

ولأجل مشروعها تلتحق بعدّة دورات في ريادة الأعمال والتخطيط, وأيضًا تحلم بالحصول على فرص الانضمام إلى دورات خارج فلسطين لتتدرب علميًّا على أيدي طباخين عالميين.

الأسرة أولًا

الداعم الأكبر للجيطان في أحلامها بالمطبخ والدتها، تقول: "أمي هي أكبر داعم لي في مشاريعي المطبخية, فهي أكثر من يعلم مدى تعلقي بالطبخ والتفنن في صنع المأكولات, كيف لا وهي من أورثتني تلك الموهبة؟!".

تقول ضيفتنا عن تأثير الطبخ على تخصصها في المحاماة: "ما منعني عن ممارسة المحاماة لم يكن التفاتي إلى المطبخ, بل في مرحلة من المراحل انشغلت عن المحاماة بزواجي, ثم دراستي للماجستير، وبعد ذلك أطفالي".

وتضيف: "أنا أحب تخصصي في المحاماة، وأود أن أعمل به جنبًا إلى جنب مع مشاريعي في المطبخ, لكن إجراءات فتح مكتب محاماة خاص ليست سهلة, وأنا لست متفرغة لها الآن, لكنني سأكمل في مجالي هذا يومًا ما".

إضافة إلى انشغالها عن المحاماة تلفت إلى أنها قد تنشغل أيضًا عن المطبخ في بعض الأوقات, مثلًا، كالمدة التي تزينت فيها عائلتها بمولود ثالث جديد, وعن ذلك تقول: "حاجة أسرتي لي أولى من أي اهتمام من اهتماماتي، المحاماة أو الطبخ".

وتضيف: "أنا كأي امرأة شرقية مقتنعة بفطرة "الأسرة أولًا", فحاجة أطفالي لوقتي أولى من حاجتي لعملي, لكن ما دمت أتبع التنظيم والتخطيط أشعر أنني أعطي كل شيء حقه ومستحقه".