فلسطين أون لاين

​"ملف الإنجاز" وطلبة الثانوية.. علاقةٌ متوترة

...
غزة - هدى الدلو

حالة من القلق والتوتر تصاحب بعض طلبة الثانوية العامة إزاء التكليف الجديد الموكل إليهم، وهو "ملف الإنجاز"، بينما بعضهم يتعامل مع الأمر باستهتار واضح، فيما آخرون لا يعرفون المطلوب منهم بشكل دقيق، وبشكل عام فإن أغلب الطلبة يرون الملف عبئا لا داعي له، وسببا في تضييع وقتهم وتشتيت جهدهم.

هذا الملف يضم أبحاثا وتقارير مختلفة يعدّها الطالب خلال الصفين الحادي عشر والثاني عشر في مختلف المساقات، مع تقييم المعلمين له، وهذا ما يثير مخاوف الطلبة من أن يكون الملف سببا في تعرضهم للظلم، إذ بعض الطلبة يشترونه جاهزا من بعض المكتبات أو يكلفون آخرين بإنجازه لهم.

كيف ينظر الطلبة لهذا الملف؟ ولماذا يتهاون بعضهم في إعداده؟ وما تأثيره على النتائج النهائية؟.. الإجابات في التقرير التالي:

مزيد من الضغط

قالت الطالبة في الثانوية العامة بمدرسة بشير الريس "حلا سرداح": "بغض النظر عن إيجابياته أو سلبياته، الملف يزيد من حجم الضغط والعبء المُلقى على طالب الثانوية العامة، ولا أجد له أهمية، خاصة في هذه المرحلة الدراسية".

وأضافت لـ"فلسطين": الملف خاص بتقييم الطالب وسلوكه في المدرسة، وأوراق العمل والامتحانات التي يقدمها خلال هذا العام الدراسي، وإذا كان التقييم سلبيًا فإنه سيُحرم من شهادة الثانوية العامة، وهنا ينبغي أن ننتبه إلى أنه في بعض الأحيان يتم التقييم على عدد الورق بغض النظر عن أهمية المعلومات الموجودة في الملف".

وتابعت: "طالب الثانوية العامة بالكاد يستطيع ترتيب وقته بين المدرسة ومراجعة دروسه وحضور الدروس الخصوصية، هذا عدا عن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، بالتالي فملف الإنجاز يسرق منّا أوقات الدراسة ويشتت تركيزنا".

وأوضحت سرداح: "قد تكون لهذا الملف إيجابيات تدفع الطالب نحو الاطلاع والبحث ومتابعة المنهج الدراسي، ولكن إنجازه يحتاج لوقت كبير، ولذا فربما يكون مناسبًا أكثر للمراحل الدراسية الأخرى، ومن سلبياته أن يستخدم كوسيلة تهديد ضد الطلبة في المدارس، إذ يتم إخبارنا بأن من لا في يلتزم بإنجازه ستكون نتيجته (صفرا)"، مطالبة الوزارة بإلغاء الملف لطلبة الثانوية العامة.

بحاجة للتوضيح

والطالبة بالفرع العلمي في الثانوية العامة "نور عناية"، قالت لـ"فلسطين": "أتوقع أن نُظلم، نحن الطلبة، في تقييم الملفات، خاصة أن البعض يوكل مهمة إعداده لآخرين يتولون هم كتابة الأبحاث والتقارير، أو يشترونه دون بذل أي مجهود".

وأضافت: "طالب الثانوية العامة يشتكي من ضيق الوقت، خاصة طلبة الفرع العلمي، فالمنهاج كبير، ويحتوي على معلومات كثيرة، وملف الإنجاز يحتاج إلى مجهود ليتمكن الطالب من تسليمه بأحسن صورة".

واشتكت عناية من أنه "لا يوجد توضيح دقيق للمحتويات الداخلية لملف الإنجاز، فليس هناك معلومات كافية عن محتوياته وكيفية عمله، خاصة أن بعض الطلبة لا يملكون أجهزة حواسيب وخطوط إنترنت".

ورغم عدم رضاها عنه، إلا أنها أعربت عن اعتقادها بأن: "الملف مفيد لتطوير المعلومات وتنشيط الفكر عند الطالب، والاعتياد على مهارات سيحتاجها في المرحلة الجامعية".

لا اهتمام

الطالب في الثانوية العامة "عبد الرحمن محمد"، غير راضٍ أيضا عن فكرة الملف، إذ قال: "يحتاج الطالب لوقت كبير لإنجاز ما يطلب منه من أبحاث في مختلف المساقات الدراسية لتكون ضمن ملف الإنجاز، مما يؤثر على الوقت المخصص للدراسة، وتحصيله العلمي، هذا عدا عن أنه يضطر للسهر لساعات طويلة من أجل البحث والاطلاع".

وأشار إلى أن طالب الثانوية العامة في هذه المرحلة يسخر تركيزه كاملا لأجل الاختبارات النهائية ليحصل على معدل مرتفع، وبالتالي فهو يهمل كل ما لا يصب في صالح هذا الهدف، كالامتحانات الشهرية، والمشاركة الصفية، والالتحاق بمسابقات مدرسية، والأمر ذاته يسري على ملف الإنجاز.

تقييم تقديري

ومن جهته، قال مدير عام الإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم محمود مطر: "ملف الإنجاز جزء أساس وثابت للصف الحادي عشر والثاني عشر، حيث يبدأ به الطالب في الحادي عشر ويكمله في الثاني عشر، بشكل تراكمي، ليتم التقييم عليه في شهادة الثانوية العامة".

وأضاف لـ"فلسطين" أن نظام التقييم في ملف الإنجاز يأخذ طابع الصيغ التقديرية "ممتاز، وجيد جدًا، وجيد، ومقبول"، ولكن لا علاقة له بالمعدل الدراسي، متابعا: "توجد آليات للتعامل معه وفق مواصفات ومعايير خاصة بالملف ويجب توفرها فيه، كما أن هناك تقييما على مستوى المدرسة، وآخر على مستوى الوزارة".

وأشار إلى أن الملف طرح بشكل رسمي للثانوية العامة، ويعتمد على التقارير والجوانب النوعية للطالب، والأبحاث والتجارب المدرسية، مؤكدا أنه "ليس ملفًا تعجيزيًا، ولا يشكّل عبئا على الطالب، بل يتعلق بمشاركته بالمسابقات المهنية والعلمية، بحيث يتم اختيار أفضل ثمانية اختبارات، على الأقل، خلال العامين بأفضل النتائج ويتم تضمينها للملف".

وأوضح مطر: "كما يتضمن معيار التزام الطالب بالاتجاهات والقيم والتزامه بالدوام، إلى جانب تقييمه على المظهر العام، ولا يوجد لكل مساق ملف إنجاز، بل هو ملف واحد يوثق فيه الطالب جهده الدراسي لمرحلة الثانوية العامة. ومن معايير التقييم البساطة، وأعمال الطالب الفعلية، أما الأعمال المأخوذة من الإنترنت فلا يُعترف بها، وهناك سوء فهم من الطلبة لطبيعة الملف".