فلسطين أون لاين

​"الانحياز التفاؤلي".. "نظّارةٌ وردية" توقعك في أزمة وقت

...
غزة - مريم الشوبكي

في حياتنا، ربما لا نضع تصورًا صحيحا للوقت الذي يمكن أن ننجز فيه مهمة ما، ونظن، متفائلين، أنها لا تستغرق إلا اليسير من الوقت، ولكن حين التنفيذ نُفاجأ بأنها استغرقت ضعف الوقت الذي نتوقع، أي أن هذا التفاؤل يجعلنا تحت ضغط وتوتر دائمين لسوء إدارتنا للوقت.

"الانحياز التفاؤلي" مصطلح يُعرَّف بأنه "نزعة نفسية عند الإنسان تجعله يرى المستقبل بتفاؤل مفرط، يؤدي إلى تقدير شديد التفاؤل لميقات الأنشطة التي ينوي القيام بها"، وهو بعبارة أخرى، "أن ترى الدنيا من خلال نظارة وردية على الدوام".

نظرة عشوائية

قال مدرب التنمية البشرية مروان الدهدار: إن "الانحياز التفاؤلي هو عدم إدارة الوقت بشكل سليم للأعمال والمهام المطلوبة خلال اليوم".

وأضاف لـ"فلسطين": "من الناس من لديه نظرة عشوائية للحياة، ولا يعرف ماذا يريد منها فيعيشها ببساطة، وهناك من يشعر بالتفاؤل الزائد، أو بالكآبة الزائدة، ما يؤدي إلى عدم اهتمامه بالوقت".

وتابع: "من أبسط الأمثلة على ذلك، سوء تقدير الشخص لمدة اجتماع يحضره، فيحدد له ربع ساعة، بينما في الحقيقة يستغرق أكثر من ساعة، أو يعطي وعدا لآخرين بالوصول لمكان محدد خلال خمس دقائق، فيصل بعد نصف ساعة مثلا، أو أن يؤجل الطالب دراسته حتى وقت الاختبار، فيجد نفسه تحت ضغط هائل ولا يستطيع دراسة المنهج".

وواصل: "هذه سلوكيات يستخدمها بعض الناس، تعطي تفاؤل لغيرهم ولكن تنفيذها يسبب للمنتظر الإحباط".

وأكد الدهدار أن لتحديد الأولويات أهمية، وأن الكثير من الناس يشعرون بالضياع نتيجة عدم تحديد أولوياتهم بالشكل السليم، وعدم السعي لتطوير الذات من خلال إدارة الوقت.

ونبه إلى أن آثار الانحياز التفاؤلي السلبية حينما لا يقدّر الشخص وقته جيدا، إذ يصل لمرحلة الضياع لأنه ينظر نظرة تفاؤلية غير واقعية، ويُصاب بالضيق والتوتر والضغط، وتنخفض روحه المعنوية، وتتزاحم أفكاره، ويكون معرضًا للنسيان.

ولفت أن الانحياز التفاؤلي سببه العيش في حياة عشوائية، وعدم التعوّد، خلال فترة النشأة، على الاهتمام بالمعلومة، وعدم التخطيط للوقت.

وتخطي الانحياز التفاؤلي، بحسب الدهدار، يكون بتحديد المطلوب من الشخص إنجازه خلال فترة زمنية محددة، وتقدير حقيقي للوقت الذي تحتاجه كل مهمة، ثم تصميم خطة لكل مهمة وتحديد كيفية إنجازها، مع التخلي عن "النظرة الوردية" للأمور.