فلسطين أون لاين

​عقابًا له بسبب تعبيره عن رأيه في "فيسبوك"

محمد دويكات.. حرمه الاحتلال من فرحته وأفقده "حبيبتيه"

...
محمد دويكات (أرشيف)
غزة - صفاء عاشور

لم يكن يتوقع ذوو محمد مازن دويكات من بلدة بلاطة شرق نابلس، أن يكون مجرد التعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي تهمة كبيرة يكون عقابها حرمانه من حريته، ومنع والده وخطيبته من زيارته في سجون الاحتلال، ليضاف إلى هذه العقوبات عقوبة جديدة وهي الاعتقال في ظروف صحية سيئة أدت لفقدانه البصر.

دويكات شاب في الثلاثينات من العمر، ملتزم، خلوق، صاحب مبادئ لديه كل الصفات التي تحلم بها أي فتاة، كما تقول خطيبته آلاء عصيدة والتي أكدت أن محمد اعتقل بعد 15 يومًا من إتمام خطوبته عليها.

آلاء التي كان يوم خطوبتها في 20/11/2016م تربط هذا التاريخ بيوم اعتقال محمد في 6/12/2016م ومن ثم تتذكر أنه في يوم 20-11-2017م يمر عام كامل على ذكرى "كتب الكتاب" على ذلك الشاب الذي ارتبطت به في المعاناة قبل الفرح.

وترى آلاء أن كل ما يجري لمحمد ولها ابتلاء من الله مقدّر الأسباب ليمتحن صبرهما وأنها بكل تأكيد تحسن الظن بالله وتتوقع الفرج القريب لمحمد وخروجه من سجون الاحتلال.

وأوضحت أن محمد اعتقل بتهمة التحريض والكتابة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ضد الاحتلال، وأنه موقوف حالياً ولم يصدر بحقه أي حكم وذلك بسبب تأجيل موعد المحاكمة التي كان مقرراً عقدها في فترة إصابته.

وقالت آلاء إن والدة محمد زارته بتاريخ 24/10/2017م لتجده متعباً بشكل كبير خاصة أن عينيه قد احمرتا بشكل واضح يخيف الناظر إليه فلم يعد للبياض مكان، مشيرة إلى أنه رغم تدهور حالته إلا أن قوات الاحتلال لم تهتم بعلاجه.

وأضافت: "بعد زيارة والدته ذهب محمد لمراجعة طبيب السجن الذي أعطاه قطرة للعين بدون إجراء أي فحوصات أو تحاليل لمعرفة ما يشتكي منه، وعلى ما يبدو فقد زادت القطرة المشكلة ولم تعالجها وهو ما أدى إلى تدهور حالته الصحية".

وبينت آلاء أنهم قبل معرفتهم بخبر فقدانه للبصر يوم الخميس قبل الماضي، كان محمد قد دخل المستشفى لمدة عشرة أيام دون علمهم، وأنه في أثناء تلك الفترة تم إلغاء زيارة والدته له المقررة في 14 من الشهر الجاري كما تم إلغاء المحاكمة المقررة له أيضاً.

ولفتت إلى أن كل هذه الإلغاءات أثارت الشك لديهم وهو ما دفعهم للتوجه للمؤسسات الحقوقية لمطالبتها بمعرفة ما يحصل لمحمد، لتفاجأ عائلته أنه فقد البصر وأنه كان موجودا في المستشفى طوال الفترة الماضية.

وأردفت: "ورغم معاناة وابتلاء فقدان البصر والسجن، إلا أن محمد يعاني أيضاً من حرمان الاحتلال له من زيارة والده له بحجة أنه أسير سابق ولا يحق له الحصول على تصريح زيارة، كما تم منعي من زيارته بحجة أني مرفوضة أمنياً، ليسمح لوالدته فقط بزيارته".

ونوهت إلى أن محمد وحيد أهله ليس له أخوة وأن لديه أختين تعيش إحداهما في فرنسا وأخرى في ألمانيا، وهو ما أثر على حالته وفقدان دعائم أخرى غير أمه لشد أزره في المحنة التي يمر بها.

وأكدت آلاء عصيدة أن الله اختبرها هي ومحمد في البداية عند اعتقاله بعد خطوبتها منه مباشرة، واختبرها مرة ثانية عند فقد بصره وهي مصيبة كبيرة، مؤكدةً أن محمد صابر ومحتسب أجره عند الله، كما أن لديه حسن ظن بالله كبيرا بأنه قادر على شفائه وإعادة بصره إليه.