فلسطين أون لاين

​البطالة والفراغ دفعا "ريم" لسرد "حكايا الورق"

...
غزة - هدى الدلو

البطالة والفراغ كانا سببين رئيسين لتتوجه نحو تأسيس مشروع خاص بها "حكايا ورق"، خاصة أنها تميل كل الميل نحو الأشغال اليدوية بشكل عام، ولديها رغبة ملحة في تعلم أي فن يدوي تستخدمه في إعداد الهدايا للأهل والأصدقاء، وشجّعها على ذلك ما لاقته من تشجيع من المحيطين بها، وتعبيرهم المستمر عن إعجابهم بأعمالها اليدوية، بالإضافة إلى انتشار هذا النوع من المشاريع في المجتمع وإقبال الناس عليه، ما يعني وجود فرصة كبيرة لنجاحه..

"ريم الهندي" حاصلة على بكالوريوس هندسة معمارية من الجامعة الاسلامية، عكفت على استثمار موهبتها في عمل مشروع خاص بها يخرجها من نفق البطالة المظلم، وليشغل وقت فراغها، وتستثمر من خلاله موهبتها في الأعمال اليدوية.

فنون مختلفة

تمتلك الهندي موهبة حب العمل بالأشغال اليدوية بمختلف فنونها كالتطريز، والكروشيه، والتريكو، والرسم على الزجاج، والحرق على الخشب وغيرها، ولجأت مؤخرًا لاستخدام مادة الورق في أشغالها، كونه أقل تكلفة من غيره من المواد المستخدمة في الفنون الأخرى، إلى جانب أن مواده وأدواته متاحة أكثر من غيرها، وإمكانية الحصول عليه سهلة، بالإضافة لكونه فنا جديدا في المجتمع الفلسطيني تحديدا، كما قالت في حوار مع "فلسطين".

وأضافت: "يُعرف هذا باسم (فن لف الورق)، واخترت لمشروعي اسم (حكايا ورق) لأن كل عمل يعبر عن حكاية يحكيها الورق، وهي في الغالب مشاعر تجاه الأشخاص المميزين بالنسبة لنا، فمثلاً في مناسبة يوم الأم، كانت البطاقات تحكي حكايات عن المشاعر تجاه الأم بطرق مختلفة، وبالتالي فكل قطعة هي حكاية بحد ذاتها، ليختار كل شخص حكايته الخاصة من بين الحكايا التي يود سردها لمستقبل الهدية".

وأوضحت الهندي أن اختيار أفكار التصميمات ليس بالشيء الهين، والخيال جزء أساسي من عملية تحديد للفكرة، بالإضافة إلى أنها تستعين بالأفكار المنتشرة على الإنترنت، وأحيانا تصلها طلبات بتصميمات محددة لبعض المناسبات، وأحيانا تنتج الأفكار عن صورة أو رسمة عابرة، مشيرة إلى أن تخصصها الجامعي يعتمد على التصميم والخيال، لذا فقد ساعدها في عملها.

ومن الأدوات الأساسية التي تحتاجها في مشروعها، سنارة خاصة بلف الورق، وشرائط الورق الرفيعة الملونة، وغراء لاصق وغيرها.

وبينت أنها تعمل على تطوير المشروع من خلال تطوير الأفكار، وذلك عن طريق الاستفادة من الآراء المحيطة والأشخاص المهتمين أيضًا، والاطلاع على هذا النوع من الفن في الدول الأوروبية والتعرف عليه أكثر وعلى العاملين فيه من أصحاب الخبرة والكفاءة، وعلى مشاريع مشابهة، وعلى ما يلزم هذا النوع من المشاريع لتعلمها مثل التسويق والإدارة المالية وغيرها.

وعن العلاقة بين التخصص والموهبة، قالت الهندي: "لا علاقة ظاهرية للمشروع بمجال دراستي الجامعية، إلا أن الهندسة المعمارية تجمع بين العلم والفن، وفي المشروع استفدت من دراستي من الجانب الفني تحديدًا، فالهندسة عبارة عن تصاميم وتَناسُب في الأشكال وتناسق في الألوان وجميعها أمارسها من خلال المشروع".

ليلقى القبول

ونوهت إلى أن المشروع يجمع بين هدفين، في البداية كان لا يتعدى ممارسة هواية والقضاء على آفة الفراغ، وبعد ذلك أصبح له هدف آخر، وهو الاستفادة منه ليحقق لها عائدا ماديا، ولو بشكل بسيط مبدئيًا.

ومن العقبات التي تواجهها، وفقا لحديثها، كيفية الحصول على شرائط الورق والخاصة بهذا النوع من الفن، لأن المتوفر في المكتبات قليل جدا بالنسبة لمشروع يعتمد عليه كليا، وهذه هي العقبة الأساسية بالنسبة لها، وفي بعض الأحيان تضطر لشراء الورق وقصة على هيئة شرائط، بالإضافة إلى استغراب البعض له، وتقليل آخرين من قيمته، وغض النظر عن الجهد المبذول فيه، كونه قائم على مواد خام بسيطة، ولأنه جديد على المجتمع.

وتطمح الهندي لتوسيع مشروعها، والتعريف بفن الورق، ليلقى الاهتمام المناسب في قطاع غزة، وليقبل عليه الناس، وليكون مكملاً لأعمال فنية الأخرى، وأن يصبح مشروعها مصدرا لعائد مادي حقيقي، وأن تتمكن من المشاركة في معارض خارج حدود الوطن.

وقد شاركت في العديد من المعارض المحلية، كمعرض آذار التابع لمركز شؤون المرأة، وشاركت في بازار القنصلية الأمريكية في القدس للنساء الفلسطينيات.